لا تزال صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل تشغل ساسة الدولة العبريّة، مع ظهور معلومات جديدة تفيد بأن الحزب سيسلّم إسرائيل تقريراً يفيد بمقتل الطيار الإسرائيلي رون أراد
علي حيدر

كرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، خلال اجتماع لكتلة حزب «كديما» أمس، تمسكه بصفقة تبادل الأسرى مع حزب الله، قائلاً «رغم أني كنت أعرف بأنه ستكون هناك انتقادات، لكني فعلت ذلك لأني أردت الأبناء في البلاد، وبالأساس أردت ألا ينشأ وضع مشابه لوضع (الطيار الإسرائيلي المفقود) رون أراد الذين لا نعرف وضعه حتى الآن».
وأقر أولمرت بأن «الحكومة اتخذت قراراً غير بسيط وغير سهل في ما يتعلق بإعادة الجنديين المخطوفين، ولا يمكنني بأي حال أن أقول إن قراراً كهذا هو قرار جيد، فهذه ليست مسألة جيدة، بل مسألة مؤلمة». وأضاف أن مبعوثه الخاص لشؤون الجنود الأسرى والمفقودين، عوفر ديكل، طلب البحث في إمكان الإعلان عن أن الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، إيهود غولدفاسير والداد ريغيف، «شهيدان ومكان دفنهما غير معروف»، وأنه يمكن أن يكون «النشر في شأن هذا الموضوع هو الذي دفع حزب الله للموافقة على الصفقة».
ونقلت «هآرتس» عن مصادر أمنية قولها إن معطيات تبلغّها وزير الدفاع إيهود باراك خلال الأسبوعين الماضيين ساعدته على بلورة موقفه من صفقة التبادل.
كذلك نقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إن هناك إمكاناً لأن «يعلن الجيش أنّ أراد قُتل ومكان دفنه غير معلوم». وكشفت عن أن «هذا التقدير هو أحد الأسباب التي دفعت الجيش، على خلاف المرات السابقة، لعدم معارضة تحرير سمير القنطار، الذي جرى الإصرار على الاحتفاظ به كورقة مساومة، إما في مقابل رون أراد أو للحصول على معلومات تكشف مصيره النهائي».
وأشارت التقارير إلى أن هذا هو السبب الذي دفع رئيس الحكومة السابق أرييل شارون إلى أن يخرج القنطار من صفقة الأسرى السابقة، ويربط تحريره بمعلومات نوعية عن مصير أراد.
بدورها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن الوسيط الألماني للتفاوض على الأسرى غيرهارد كونراد «سيسلّم إسرائيل رسالة من حزب الله مفادها أن رون أراد ليس على قيد الحياة». وأضافت «لقد قيل إن التقرير يتضمن الكثير من التفاصيل عن الجهود التي بذلها حزب الله للتأكد من مصير رون أراد، بينها استجواب عدد من الأشخاص»، مشيرة إلى أن إسرائيل تأمل أن يشرح لها الحزب كيفية توصّله إلى اقتناع بأن طيّارها فارق الحياة.
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أنه خلال الاتصالات السابقة في شأن موضوع أراد، وتحديداً خلال سنوات 2003 ــــ 2005، أعلن حزب الله أن جهوده فشلت في البحث عن أراد وأنه يقدّر بمعقولية عالية جداً أن أراد ميت، ولا يعرف أين دُفن ولا يستطيع أن يوفّر دليلاً علمياً إزاء مصيره. ولفتت إلى أنه «وفقاً للتفاهمات بين إسرائيل وحزب الله، سيقدم الأخير تقريراً مفصّلاً عن الجهود التي بذلها لمعرفة مصير أراد. كما أنه من المطلوب أن يشرح حزب الله في التقرير كيف توصل إلى نتيجة أن أراد ميت، ولماذا هو غير قادر على توفير دليل علمي لإسرائيل يحدد مصيره. وإذا كان ميتاً، لماذا لا يستطيع حزب الله أن يعثر على جثته؟». وسينقل التقرير إلى إسرائيل بعد أن يوقّع المسؤول عن ملف الأسرى من جانب إسرائيل، عوفر ديكل، الاتفاق، في مقابل كونراد، الذي سيتوجه حاملاً الوثيقة إلى بيروت، كي يوقّعها ممثّلو حزب الله، على أن تبدأ بعد التواقيع المرحلة الثانية في نقل التقارير: حزب الله ينقل تقريراً لإسرائيل عن مصير أراد، وإسرائيل تنقل تقريراً عن الجهود التي بذلتها لمعرفة مصير الدبلوماسيين الإيرانيين الثلاثة، بالإضافة إلى الصحافي الإيراني، الذين اختفوا عام 1982.
وكانت إسرائيل قد أوضحت في الماضي أنه تبيّن من التحقيق الذي أجرته أن الإيرانيين الأربعة أوقفوا على حاجز للكتائب ــــ القوات اللبنانية، وبعد ذلك قتلوا ودفنوا في مكان تم تشييد بناء عليه، لذلك من غير الممكن تحديد مكان دفنهم.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «معاريف» عن أحد أفراد عائلتي الجنديين الإسرائيليين الأسيرين قوله إن رئيس «الموساد»، مئير داغان، ذكر أن لديه «مصدراً جيداً في لبنان» أبلغه بأن ريغيف وغولدفاسر ميتان.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن جدالاً حاداً نشب بين ديكل وداغان خلال جلسة الحكومة، بلغ ذروته في مسألة إن كان بالإمكان الحصول على معلومات أكثر من حزب الله تتعلق بمصير أراد. ورأى داغان «أنه لم يُستنفد هذا الموضوع، ولم نحصل على معلومات جدّية تتعلق بمصير رون أراد». في المقابل، ردّ ديكل بأنه «لا يعرف عما يتحدث». وأضاف أنه من غير الممكن الحصول على معلومات إضافية من حزب الله عن رود أراد، ولكن داغان اعترض قائلاً إن «معلوماتهم غير جدّية وغير مبنية على أسس».
ولوحظ أن عائلة أراد حافظت على صمتها إزاء صفقة التبادل الحالية، ورفضت لقاء أولمرت. وأكدت تقارير إعلامية أن العائلة «لن تقدم استئنافاً إلى المحكمة العليا من أجل إبطال الصفقة، رغم أن أبواب المحكمة مفتوحة أمامها».