strong>لم يعد هناك شيء قادر على إيقاف صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، وجلسة الحكومة المقبلة لمناقشة تقرير وضع الطيار الإسرائيلي المفقود رون أراد لن يعدو كونه إجراءً روتينياً، حتى وإن لم يوضح التقرير مصير أراد
يحيى دبوق
أكدت تقارير إعلامية عبرية، أمس، أن الحكومة الإسرائيلية ستصادق على تنفيذ عملية تبادل الأسرى مع حزب الله في جلستها المقبلة، بغض النظر عن مضمون تقرير الحزب بشأن مصير الطيار المفقود رون أراد، في وقت أوقف الحاخام الرئيسي للجيش الإسرائيلي تحقيقاته بشأن مصير الجنديين الأسيرين لدى حزب الله، على اعتبار أن تنفيذ الصفقة كفيل بكشف مصيرهما.
وقالت صحيفة «معاريف» إن «وزراء الحكومة الإسرائيلية سيصادقون على مواصلة تطبيق الصفقة مع حزب الله، حتى وإن لم يوفر التقرير معلومات كافية عن مصير أراد»، مشيرة إلى أن «أغلب الوزراء يصرحون بأنهم لا يتوقعون الاطلاع على جديد من خلال التقرير»، برغم أن عدداً «غير قليل منهم يخشون أن يضغط رئيس الموساد مئير دغان ورئيس الشاباك يوفال ديسكين عليهم، ويدفعانهم باتجاه رفض مواصلة الصفقة، إن كان التقرير غير كامل».
واستناداً إلى مصادر إسرائيلية «تحدثت أخيراً مع الوسيط الألماني بخصوص صفقة التبادل مع حزب الله»، قال مراسل الشؤون السياسية للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، إن «التقرير عن رون أراد لا قيمة له على الإطلاق، ولا علاقة له بكل مسار الصفقة، فمعارضو الصفقة من الوزراء لديهم أسبابهم لمعارضتها، بينما من يدعمها لديه أسبابه الخاصة أيضاً»، مرجحاً أن يُصادق على مواصلة الصفقة رغم التقرير.
بدورها، أشارت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي إلى أن «تقرير حزب الله الجزئي عن مصير أراد لا يوضح شيئاً، ولا يمكن بالتالي الإعلان عنه شهيداً ومكان دفنه غير معروف»، لكنها شددت على أن «العملية المتواصلة لإخراج الجثث تحضيراً للصفقة، تشير بشكل رسمي إلى أن عملية التبادل لا تزال في مسارها، رغم أن جلسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة ستناقش التقرير، إضافة إلى قضية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين». وكان الوزير الإسرائيلي عامي أيالون (حزب العمل)، أشار في مقابلة تلفزيونية، إلى أنه «لن يغيّر موقفه في جلسة الحكومة المقبلة مهما كانت نتيجة التقرير عن أراد»، مضيفاً أنه «يجب الفصل بين الصفقة وأراد، لأنني وصلت إلى استنتاج بأن استمرار اعتقال سمير القنطار لن يؤدي إلى معلومات جديدة عنه، وأنا لن أغير موقفي حتى وإن لم يجلب التقرير معلومات جديدة، ومن البداية لم أعتقد أنه سيجلب لنا أي جديد».
وأضاف أيالون، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، أنه لم يطلب جلسة كهذه «لكن ليس لدي مشكلة في نقاش إضافي بشأن الصفقة، رغم أني لا أعلم وجود أسباب وراء نقاشات إضافية»، مشدداً على أنه «من الواجب تجاه الجنود (إقرار الصفقة)، وليس تجاه أهلهم وعائلاتهم فحسب، بل هو واجب يتعلق بكل واحد في دولة إسرائيل يتجند للجيش، ومن المحتمل أن يجد نفسه في وضع مماثل» لوضع الأسيرين.
وفي ما يمكن اعتباره إشارة عملية على المضي قدماً في تنفيذ عملية التبادل، قرر الحاخام العسكري الرئيسي للجيش الإسرائيلي، العميد أفيخاي رونتسكي، وقف الإجراءات الرامية إلى البت في مصير الجنديين الأسيرين لدى حزب الله. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية لصحيفة «معاريف» إن «رونتسكي جمّد تحقيقاته على خلفية اقتراب موعد تنفيذ الصفقة مع حزب الله». وأشارت إلى أنه «كان يفترض بالحاخام الرئيسي للجيش أن يعتمد في حسمه بشأن مصير الأسيرين على معلومات استخبارية قدمتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حديثاً، لكن توقيع الصفقة أوقف الإجراءات، في ظل التقدير أنها ستنفذ في منتصف الشهر الحالي». وقالت المصادر نفسها إن «تنفيذ الصفقة كفيل بإيضاح حقيقة الوضع، خلال وقت قصير».
إلى ذلك، واصل أفراد الحاخامية العسكرية استخراج جثامين المقاومين الشهداء من «مقبرة الأرقام» في عميعاد شمال فلسطين المحتلة. وأفادت تقارير إسرائيلية بأنه استُخرج حتى الآن نحو 190 جثماناً.