هآرتس ـــ يسرائيل هرئيلبعدما هرّب حزب الله أربعين ألف صاروخ إلى لبنان، وبعضها قادر على الوصول إلى ديمونا، تذكر وزير الدفاع إيهود باراك أن يهدد، بحضور وزير الخارجية الفرنسي، بأن «إسرائيل لن تسلّم بالتآكل التدريجي للقرار 1701». يبدو أن فرنسا هي المذنبة بأن إسرائيل لم تتصدّ لحزب الله بعد الكشف عن عمليات التهريب الأولى خلافاً للقرار 1701.
قالت وزير الخارجية تسيبي ليفني، في حينه، «ربما لم نحقق إنجازات مهمة في أرض المعركة، إلا أن القرار 1701، الذي تتباهى بالمبادرة إليه، هو إنجاز إسرائيلي مهم في المعركة الدبلوماسية». وتبنى رئيس الحكومة ووزير الدفاع، الفاسدان والفاشلان، والحكومة المرتبكة والحائرة هذا القرار، وانضموا إلى الجوقة.
من البديهي، حسبما تكهّن كثيرون قبل أن تتبدد رائحة دخان المعركة، أن ينشغل المسؤولون الإيرانيون بتجديد ترسانة حزب الله. وبعدما أعلنت حكومة إسرائيل أن القرار 1701 سيحول دون ذلك، وجدت صعوبة بالاعتراف بفشلها أيضاً في المعركة الدبلوماسية، بل إن قوات «اليونيفيل» المعززة، التي فشلت في مهمتها الأساسية، تتمتع هي أيضاً بالصمت الإسرائيلي.
وهكذا تبدّد الإنجاز الوحيد للحرب في لبنان، أي تبدد إنجاز تدمير قسم كبير من الصواريخ المتوسطة المدى التي نصبتها إيران ضد إسرائيل. والمسألة لا تقف هنا، بل إن مدى الصواريخ التي يملكها حزب الله، بعد الإنجاز الدبلوماسي المهم في القرار 1701، ازداد ليصل إلى كل الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية، بعدما اقتصر سابقاً على وسط البلاد.
عقد المجلس الوزاري المصغر (أول من أمس الأربعاء) جلسة مداولات تناولت «ترسانة حزب الله الصاروخية». إلا أن الشكاوى التي سمعها وزير الخارجية الفرنسي، وأيضاً وزير الخارجية الإيطالي الذي تترأس بلاده جنود «اليونيفيل»، تشير إلى وجود نظرية خاطئة ترى أن حزب الله هو العنوان الرئيسي لمشكلة الصواريخ، وليست إيران المصدّر الرئيسي لها، بل ليست قوات «اليونيفيل» التي لا تمنع تدفقها.
حزب الله هو منظمة إرهابية صغيرة، وليس لأهدافه ذات الصلة بالداخل اللبناني حاجة لمعظم صواريخه، إذ إن آلاف الصواريخ التي تسلمها من إيران مخصصة لاستخدام طهران، وبإمكانها أن تنفذ هجوماً ضخماً على إسرائيل من دون قدرة من الأخيرة على منعها، لأن الأيادي المشغلة لبنانية، كما كان الوضع عليه منذ ثلاث سنوات.
ستكون قدرة إسرائيل محدودة أكثر مما كانت عليه في حرب لبنان الثانية، لمواجهة هجوم صاروخي من لبنان على تل أبيب، بل على ديمونا وأهداف استراتيجية أخرى في إسرائيل، لأن «اليونيفيل» المعززة، تحوّلت إلى حارس لحزب الله، الذي ينفذ الخطة الإيرانية، أمام محاولة إسرائيلية للقيام بهجوم مضاد استباقي ومدمّر.
السبب المركزي لعدم خروجنا من دائرة حرب التآكل اللامتناهي أننا نوقف المعركة قبل خطوة واحدة من الانتصار، سواء في لبنان أو الآن في مواجهة «حماس»، ونسمح للعدو بالانتعاش والادعاء، وعن حق من ناحيته، بأنه انتصر ويواصل الصراع حتى نهاية وجود الكيان اليهودي الصهيوني.
المداولات التي أجريت في المجلس الوزاري المصغر لا قيمة لها، طالما ليس اليوم في إسرائيل قيادة قادرة على اتخاذ قرارات أمنية والإصرار على تنفيذها بشكل صحيح، حتى وإن تضمّنت مخاطر، وحتى في ظل وجود رأي عام قليل الصبر ومحدود القدرة على التحمل.