رام اللّه ــ أحمد شاكرأعلنت مصادر فلسطينية مطّلعة، لـ«الأخبار»، أمس، أن «حركة حماس أبلغت وزير المخابرات المصري عمر سليمان، أنه لم يعد هناك مجال لإبداء مزيد من النيات الحسنة تجاه التعنت الإسرائيلي في قضية الجندي الأسير جلعاد شاليط». وأوضحت أن «سليمان طالب مسؤولين في حماس، زاروا القاهرة أخيراً، بإظهار مزيد من النيات الحسنة تجاه إسرائيل في ما يتعلق بانهاء ملف شاليط». وأبلغ قادة «حماس»، بحسب المصادر نفسها، الوسيط المصري بأن «إسرائيل سترضخ الآن أو لاحقاً لشروط الحركة لإتمام صفقة التبادل، ولن تستطيع إخضاع حماس لتنفيذ الصفقة بأقل المطالب». وشددت المصادر على أن «حماس طلبت من الوسيط المصري نقل رسالة إلى إسرائيل، أنها إن لم تسرع في إتمام صفقة التبادل فستزيد مطالبها»، الأمر الذي استدعى تدخل سليمان.
في السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «حماس» ترفض خفض سقف مطالبها في هذه الفترة حول مفاوضات التبادل بشأن شاليط. وكان منسق ملف شاليط، عوفر ديكيل، قد اقترح نهاية حزيران الماضي على الوسيط المصري، الشروع في مفاوضات مكثفة ومتواصلة حول صفقة شاليط، على أن يتم اعتماد آلية تفاوض مكوكية يتنقل بموجبها الوسطاء في مصر بين وفدي إسرائيل و«حماس». وكان يفترض أن تبدأ هذه الآلية فور إنجاز عملية التبادل مع حزب اللّه، في ظل التهدئة على جبهة غزة.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم اجتماع المصريين بوفد «حماس»، إلا أنه لم يتحقق أي اتفاق حتى الآن حول شكل استئناف المفاوضات.
وتقدر مصادر سياسية إسرائيلية أن «حماس» تعرقل المفاوضات عمداً لأنها غير معنية بها في هذه المرحلة. ونقلت «هآرتس» عن هذه المصادر قولها إن «حماس تريد مواصلة احتجاز شاليط لأنها تعتبره ذخراً لحكمها في قطاع غزة، وترى أن الربح الذي تحصل عليه من وراء ذلك أكبر من تحرير مئات الأسرى».
ورأى وزراء إسرائيليون أن «الأزمة السياسية الحالية في إسرائيل ستجعل من الصعب على الحكومة المصادقة على صفقة تبادل مع حماس، تتضمن إطلاق سراح أسرى مع دم على الأيدي».
وأشارت «هآرتس» إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ورئيس الأركان غابي أشكينازي، كانا قد أعربا في مداولات داخلية أجريت بشأن الصفقة تأييدهما «لتنازلات مهمة» في تلبية مطالب «حماس». كما كان رئيس «الشاباك» قد خفّف من اعتراضه على إطلاق سراح أسرى «مع دم على الأيدي»، على أن يكون المعيار الأساسي في إدراج الأسرى ضمن لوائح المفرج عنهم هو المستوى المقدر لخطورتهم بعد التحرير.
إلا أن مصادر إسرائيلية في القدس المحتلة أشارت إلى أن ديكل سيتوجه إلى القاهرة الأسبوع المقبل للقاء سليمان، تزامناً مع زيارة وفد «حماس» إلى العاصمة المصرية. ورجّحت ألا تقدم «حماس» على زيادة مطالبها في أعقاب تنفيذ صفقة التبادل بين إسرائيل وحزب الله، مشيرة إلى أن الخلاف بين إسرائيل و«حماس» يرتكز على هوية المعتقلين الفلسطينيين المدرجة أسماؤهم للإفراج عنهم، لا على عددهم.
وكشفت المصادر، من جهة أخرى، أن «وفد حماس الذي قاده موسى أبو مرزوق ومحمود الزهار، لمّح أمام سليمان إلى وجود ضغوط عليهم لتغيير الوساطة المصرية واستبدالها بفرنسية أو ألمانية»، تمارسها الذراع العسكرية للحركة ومسؤوليها في السجون الإسرائيلية. وأضافت أن «حماس تخشى أن تسحب الملف من يده (الوسيط المصري)، لعدم مضاعفة الخلافات مع القاهرة».
وذكرت مصادر صحافية فلسطينية أن فرنسا عرضت التوسط بين إسرائيل و«حماس» لإنهاء ملف شاليط المأسور منذ عامين. غير أن الدولة العبرية عارضت الاقتراح الفرنسي، رغم عدم اعتراض الحركة الإسلامية.