لا يبدو أن الإدارة الأميركية في وارد الاستماع إلى انتقادات لإسرائيل في ما يخص تعاطيها مع الفلسطينيين، حتى لو جاءت من موفد رسمي أميركي إلى الأراضي المحتلة، وها هي في طريقها إلى حفظ تقرير تضمّن انتقادات كهذه
يحيى دبوق
ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن المبعوث الأمني الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيمس جونز، وضع تقريراً انتقادياً وحاداً للغاية تجاه إسرائيل، على خلفية سياستها في المناطق الفلسطينية وموقفها من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، مشيرة إلى توزيع عدد محدود من نسخ تحوي ملخص التقرير داخل إدارة جورج بوش، ما أثار امتعاضاً كبيراً.
وتضيف الصحيفة أن «ثمة تردداً في الأسابيع الأخيرة داخل الإدارة الأميركية عمّا إذا كانوا سيسمحون لجونز بنشر تقرير شامل في هذا الشأن أو سحب التقرير والاكتفاء بالملخص السري على خلفية اقتراب نهاية ولاية الرئيس جورج بوش، واقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة».
ونقلت «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية وأميركية قولها إن «جونز بلور رأياً حاداً على نحو خاص عن إسرائيل». وأفاد إسرائيليون التقوا معه، بينهم ضباط، أنهم أخذوا الانطباع بأن الحديث يدور حول تقرير «صعب جداً، تخرج منه إسرائيل في صورة سيئة جداً». ويبدو أنهم يقصدون الموقف السلبي تجاه إسرائيل في مسألتين مركزيتين: تعريف مصالحها الأمنية في الضفة، تمهيداً للتسوية الدائمة؛ وموقفها من أجهزة أمن السلطة الفلسطينية. ولكن حسب المصادر ذاتها، يهاجم جونز أيضاً أداء الولايات المتحدة في هذه القضية، حيث يشمل التقرير انتقاداً لإعادة بناء الأجهزة في السلطة وغياب التنسيق بين الأذرع المختلفة للإدارة في كل ما يتعلق بمساعدة قوات السلطة.
في سياق آخر، برز تململ إسرائيلي من تزايد ظاهرة تدخل المسؤولين الأميركيين في أمور ومسائل تخص الفلسطينيين، تندرج ضمن خانة «المسائل الهامشية»، وفق التعريف الإسرائيلي. ونقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس المحتلة اتهامه القنصل الأميركي في شرق القدس المحتلة بالوقوف وراء الانتقاد الأميركي المتزايد، وبأنه يؤجج الأجواء ويلحق ضرراً إعلامياً بإسرائيل، ومن شأنه أن يمس بالعلاقات مع الولايات المتحدة.
وأوردت الصحيفة عدداً من الحالات التي تدخل فيها المسؤولون الأميركيون، أهمها تدخل نائب وزيرة الخارجية الأميركية، ديفيد ولش، واتصاله بمسؤولين إسرائيليين والطلب إليهم التدخل لترتيب أوضاع زينة إميل سمعان عشراوي، ابنة عضو البرلمان الفلسطيني حنان عشراوي، في ما خص استعادتها لبطاقة الإقامة الدائمة في القدس المحتلة، واحتجاج وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بسبب منع سفر طلاب فلسطينيين حصلوا على منح دراسية من الإدارة الأميركية.