مهدي السيدوذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أولمرت يصف القضايا التي سيبحثها مع بوش وتشيني ورايس بأنها «مصيرية بالنسبة لإسرائيل»؛ فإلى جانب المفاوضات مع الفلسطينيين، سيناقش أولمرت مع بوش الاتصالات الجارية لوقف النار في القطاع، كما سيطلعه على المحادثات غير المباشرة التي جرت بين وفدين إسرائيلي وسوري بوساطة تركية. إضافة إلى ذلك، سيناقش أولمرت وبوش تحسين العلاقات الأمنية بين الدولتين. وتبدو إسرائيل مهتمة بالاتفاق مع الولايات المتحدة على سلسلة مشاريع، بينها مشاريع منظومات دفاع وصواريخ.
لكن القضية المركزية في المباحثات بين أولمرت وبوش ستكون تلك المتعلقة بسيناريوهات مختلفة طُرحت في الفترة الأخيرة، وتهدف إلى منع إيران من حيازة سلاح نووي. وقالت صحيفة «هآرتس» إن أولمرت سيحاول إقناع بوش بالاعتماد على المعلومات التي بحوزة إسرائيل، والتي بموجبها لدى إيران خطة نووية عسكرية، وألا يعتمد على تقرير الاستخبارات الأميركية.
وفي السياق، وجهت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، رسالة شديدة اللهجة إلى الإيرانيين، ألمحت خلالها إلى أن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال مطروحاً، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك ضد طهران الآن قبل فوات الآوان.
وقالت ليفني، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إنه «يتعين على إيران أن تدرك أن خطر الخطوة العسكرية قائم، ولم يُبعد عن الطاولة». وأضافت أنه «بقدر ما يفهم الإيرانيون الرسالة على هذا النحو، بقدر ما تتقلص الحاجة إلى استخدام القوة عملياً، على أن يبقى هذا الخيار موضوعاً على الطاولة».
ودعت ليفني إلى ضرورة العمل ضد إيران فوراً، مشددة على أن «الوقت المناسب للعمل هو الآن، وأي ضعف يمكن أن يُفسر على أنه نوع من التسليم». وقالت «نحن نوضح للأسرة الدولية منذ الآن أن الوقت المناسب للعمل ليس وقت امتلاكهم القنبلة ولا عندما يصبح لديهم التكنولوجيا، بل الآن. كل غياب للقدرة، وكل تردد في العمل في مقابل إيران يخلق صورة من الضعف داخل إيران. فتخصيب اليورانيوم يتواصل، والشرط الدولي الذي لا يزال قائماً من أجل الدخول في محادثات معهم هو وقف التخصيب». وبحسب ليفني، فإن إسرائيل تدفع الأسرة الدولية إلى التمسك بهذا الشرط في مقابل «الجهات الدولية التي تحاول المبادرة لطرح أفكار أخرى».
أما بالنسبة إلى الأصوات التي تُسمع في العالم العربي ضد المشروع النووي الإيراني، فقالت ليفني «لا يزال ثمة جهات أكثر اعتدالاً في العالم العربي، وهي تجلس على الحياد وتبحث مسألة التسليم بوجود إيران النووية». وإذ أشارت إلى أن هذه الدول تتعرض لتهديد مباشر من طهران، وبعضها لديه حدود مشتركة مع إيران، كشفت عن أن «ثمة فجوة كبيرة بين ما يقوله قادة هذه الدول في الغرف المغلقة، وبين استعدادهم للعمل أو حتى الحديث العلني في هذا الموضوع».