أعلن عضو الكنيست افراييم سنيه، في مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب أمس انسحابه من حزب «العمل» واستقالته من الكنيست، وتأسيس حزب جديد يحمل اسم «إسرائيل قوية» وسط تخوّفات من أن تكون خطوته أولى نُذر انهيار الحزب في ظل مؤشرات عن توجّه أعضاء آخرين نحو القيام بخطوة شبيهة.وبرر سنيه خطوته بالقول إن «المؤسسة السياسية أصبحت مكروهة من الجمهور وثمة حاجة إلى حزب جديد ليملأ الفراغ»، مركّزاً انتقاداته على الأداء السياسي والداخلي لحزب «العمل». وأضاف «توصلت إلى استنتاج أن حزب العمل لا يملك القوة على الخلاص من الأزمة التي تعصف به»، مضيفاً «إن قوة الحزب قد خارت عن أداء وظائفه التي يستلزمها وضع الدولة».
يشار إلى أن رئيس حزب «العمل» ايهود باراك استبعد سنيه من مراكز القوة في الحزب منذ انتخابه رئيساً له في أواسط العام الماضي، كما أقاله من منصب نائب وزير الدفاع عندما بدأ يزاول منصب وزير الدفاع وعيّن مكانه عضو الكنيست متان فيلنائي.
ورغم تصويبه العنيف على الحزب، امتنع سنيه عن مهاجمة باراك بشكل مباشر. وشدد على أنه اتخذ قراره بعدما تبين له عدم وجود أي فرصة معقولة بأن يتغير الحزب، الذي «لم يعد يقود الحوار مع الفلسطينيين».
يذكر أن استقالة سنيه من الكنيست بموازاة انسحابه من «العمل» ناجمة عن دواعٍ قانونية، حيث يحظر القانون الإسرائيلي على أي عضو كنيست ترشيح نفسه لانتخابات مقبلة في حال بقائه في الكنيست بعد انسحابه من الحزب الذي ينتمي إليه.
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن عضو الكنيست أوفير بينيس، وهو أيضاً من «العمل» يتفاوض مع حزب الخضر بهدف الانضمام إليه وترؤس قائمة الحزب في الانتخابات العامة المقبلة. كما أشارت تقارير إعلامية إلى انتقادات حادة أطلقها الوزير العمالي من دون حقيبة، عامي أيالون، ضد أداء باراك ملوّحاً «بالوقوف ضده» إن لم يعدّل الأخير سلوكه.
وأجمع المراقبون الإسرائيليون على أن استقالة سنيه تعكس أزمة مستفحلة داخل «العمل» قد تنطوي على خطر تفكّكه. ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مسؤولين في الحزب قولهم إنه على شفير الانهيار، مشكّكين في قيادة باراك له في الانتخابات المقبلة. وأعرب المسؤولون عن تخوّفهم من أن يكون لانسحاب سنيه مفعول تساقط أحجار الدومينو، فيما تحدث آخرون عن تشاؤمهم حيال مستقبل الحزب، ودعا البعض إلى إجراء حوار بين أعضائه لإيجاد قاسم مشترك يحول دون استكمال مسار التدهور.
(الأخبار)