ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن)، «ينسقان إفاداتهما»، قبيل سفر الأخير للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن، وقبيل زيارة سيد البيت الأبيض إلى الدولة العبرية منتصف أيار المقبل للمشاركة باحتفال الذكرى الـ 60 لقيامها. ونقلت «معاريف» عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إنَّ ثمة احتمالات واردة، لأن يعرض أولمرت وعباس أمام الرئيس الأميركي «وثيقة مشتركة»، تتضمن تلخيصاً مقتضباً «لكل ما أنجزه الطرفان في المفاوضات حتى الآن»، بهدف إطلاع بوش، وتنسيق التوقعات «وتجنب إحراجات زائدة».وقالت «معاريف» إنه في ظل اللقاء المفاجئ أول من أمس «ازدادت احتمالات إنجازهما وثيقة تفاهمات إسرائيلية فلسطينية مشتركة بصيغة مختصرة لعام 2008، في فترة ولاية الإدارة الأميركية الحالية».
ونفى مقربون من أولمرت أن يكون الاثنان ينويان عرض الوثيقة أثناء زيارة بوش القريبة لإسرائيل «لكنهما ينويان إطلاع الرئيس بوش على آخر التطورات في المفاوضات الجارية بين الطرفين، وإلى ماذا توصلا حتى الآن».
وقالت «معاريف» إن الحديث عن إبرام وثيقة تفاهمات لعرضها على بوش يلاقي معارضة في الجانب الفلسطيني، حيث قال مقربون من رئيس وفد التفاوض أحمد قريع (أبو علاء) إنَّ «من شأنّ هذا أن يلحق الضرر بما أُنجز حتى الآن بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني وأبو العلاء». ونقلت عن جهات مطلعة على الاتصالات بين ليفني وأبو العلاء قولها إن الطرفين «أحرزا تقدماً كبيراً». وأضافوا أنهما «يعملان بشكل جدي وجوهري، من أجل التوصل إلى حل حقيقي».
ومن المقرّر أن يتوجّه عباس غداً الأربعاء إلى موسكو. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مستشار السفارة الفلسطينية في العاصمة الروسية، أحمد صالح، قوله إن «عباس سيصل إلى موسكو في 16 نيسان في زيارة تستغرق ثلاثة أيام». وأضاف أن عباس «سيبحث مع القيادة الروسية شؤون العلاقات الثنائية وقضية التسوية في الشرق الأوسط وأبعاد المؤتمر الدولي الخاص بالمنطقة، الذي قد يعقد في موسكو في أواسط حزيران المقبل».
وفي السياق، أظهر استطلاع للرأي، نشر نتائجه مركز أبحاث إسرائيلي أمس، أن الغالبية الكبرى من الإسرائيليين ترفض توقيع اتفاق سلام ينص على تقسيم القدس وإعادة شطرها الشرقي للفلسطينيين.
وأوضح «مركز بيغن ـ السادات للدراسات الاستراتيجية» أن 71 في المئة من المستطلعين يرفضون أي تقسيم للمدينة، في مقابل 21 في المئة يؤيدون ذلك و8 في المئة لا يبدون أي رأي. كما يرفض 62 في المئة من المستطلعين مناقشة وضع القدس في إطار مفاوضات السلام.
وقال مدير «مركز بيغن ـ السادات»، إفرائيم انبار، إن «غالبية ساحقة من الرأي العام الإسرائيلي تعارض تقسيم القدس، وعلى الأخص إعادة المدينة القديمة والحرم القدسي للفلسطينيين لأسباب رمزية وتاريخية وديموغرافية في آن». وأضاف أن «استطلاع الرأي كشف عن ريبة كبيرة لدى الإسرائيليين حيال الحكومة. الناس لا يثقون بأولمرت ويريدون أن تتقرر هذه المسألة عبر استفتاء».
وأُجري استطلاع الرأي في آذار على عينة تمثيلية من 510 إسرائيليين يهود بالغين، وبهامش خطأ قدره 4.7 في المئة.
(الأخبار، أ ف ب)