كشف عن «تبادل رسائل سريّة» مع سوريا وتوقّع «تفاهمات» مع السلطة خلال 2008علي حيدراستبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أن تتمكن إيران من التحول إلى دولة نووية، وكشف عن أن إسرائيل وسوريا تتبادلان رسائل سرية بينهما، متوقعاً التوصل مع السلطة الفلسطينية إلى «تفاهمات» خلال العام الجاري.
وتعهد أولمرت، في مقابلات مع «هآرتس» و«يديعوت أحرونوت» و«معاريف» تُنشر كاملة اليوم، للشعب الاسرائيلي أن «إيران لن تصبح دولة نووية»، وعزا ذلك إلى «الجهود الدولية الشديدة القوة» التي تمثِّل «إسرائيل جزءاً هاماً منها، إلا أنها ليست رأس الحربة فيها». وانتقد أولمرت التهديدات التي أطلقها وزير البنى التحتية بنيامين بن اليعازر بتدمير الأمة الإيرانية، مشيراً إلى أنه «لا ينبغي لإسرائيل أن تطلق تهديدات مثلما سمعت أخيراً».
وكرر أولمرت الموقف الإسرائيلي التقليدي بأن إيران «لا تمثِّل تهديداً لإسرائيل فقط، بل لكل الحضارة الغربية». ورغم أنه وصف كلام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بشأن شطب إسرائيل من الخريطة أو أن تُنقَل إلى ألاسكا أو ألمانيا بالسخيف، إلا أنه رآه «تهديداً مباشراً» للدولة العبرية.
وكشف أولمرت عن أن «إسرائيل وسوريا تتبادلان الرسائل السرية الرامية إلى إيضاح توقعاتهما من اتفاق سلام بين الدولتين». وتوجه إلى الجمهور الإسرائيلي بالقول: «أعدكم بأنه في المواضيع بيننا وبين السوريين يعرفون ما أريده منهم، وأنا أعرف جيداً ما يريدون منا». لكنه رفض الإفصاح عن طبيعة الاتصالات وهوية الجهات الأجنبية ومضمون الرسائل.
وفي إشارة إلى قصف المنشأة في شمال سوريا في 6 أيلول الماضي، رأى أولمرت أنه «توجد أمور لست مستعداً لأن أتحدث عنها»، إلا أنه أضاف: «حسب علمي، سكان إسرائيل غير مهددين بنووي سوري».
أما عن الوضع في غزة، فوصف أولمرت ما يجري هناك بأنه «حرب يومية وعبء يتحمله جنود الجيش الإسرائيلي وسكان الجنوب أيضاً». وحمَّل «حماس» المسؤولية المباشرة والكاملة عن كل ما يجري في القطاع وتعهد بجبي الثمن منها.
وأعرب أولمرت عن تفاؤله بأنه «منذ مؤتمر أنابوليس ازدادت فرص التوصل إلى تفاهمات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العام الجاري». لكنه أكد أن «موضوع القدس لم يُناقش حتى اليوم، لا من قبله، ولا من قبل وزيرة الخارجية تسيبي ليفني».
وهاجم أولمرت رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو، وطلب منه القول إن كان يريد العودة إلى قطاع غزة. واتهمه بأنه «ركب طوال حياته دعاية التخويف. هكذا انتُخب رئيساً للوزراء في عام 1996، وهكذا يحاول أن يُنتخب في المستقبل». وأضاف أن نتنياهو «اتهم (رئيس الوزراء السابق ورئيس الدولة الحالي شمعون) بيريز في حينه بأنه سيُقسم القدس والأمر نفسه حيال (رئيس الوزراء الأسبق إيهود) باراك، والآن يقولون هذا عني».
وأعلن أولمرت عزمه على مواصلة ترؤس حزب «كديما» في الانتخابات المقبلة وأنه سيتولى منصب رئاسة الحكومة مرة أخرى، رغم مكانته المتدنية التي تظهرها استطلاعات الرأي. ولم يرفض فكرة توحيد حزبين «كديما» و«العمل»، مشيراً إلى أن «طريقي وطريق العمل متقاربة بما فيه الكفاية من أجل السماح للتعاون ضمن إطار الحكومة».