«لقاء مصالحة» لليفني وأبو الغيط الجمعة في لندن
مهدي السيدوأوضح الموقع أن الخلاف تفجّر عندما قدمت ليفني الخريطة الإسرائيلية التي أصرّت فيها على سيادة إسرائيلية في القدس المحتلة والكتل الاستيطانية الكبرى وغور الأردن، ما أدى إلى غضب أبو علاء ورفضه الخريطة بالمطلق.
وفيما أكد الموقع أن الموقف الذي تم عرضه مُنسّق بين ليفني ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الحكومة إيهود أولمرت، أوضح أن الخلاف تفاقم عندما رفض أبو علاء بشدة مطالب باراك، بترتيبات أمنية خاصة على المنطقة الجبلية الواقعة شرقي مطار بن غوريون.
وذكر مصدر مطّلع على تفاصيل الحادثة أنه «بين المواضيع الثلاثة الأساسية في المفاوضات، يُعتبر موضوع الحدود الأسهل بينها، فيما يعتبر موضوع حق عودة اللاجئين وبالتأكيد موضوع القدس، الأكثر تعقيداً وحساسية. وأن هذه الحادثة تعطي انطباعاً ملموساً كم أن الطريق لا تزال بعيدة عن اتفاق مبادئ وبالتأكيد عن اتفاق الوضع النهائي».
وأكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى، لموقع «يديعوت»، تفاصيل المواجهة خلال النقاش حول الحدود. وأوضح أن أبو علاء رفض التطرق مباشرة إلى القاء، لكنه أشار إلى أنه «خلال المفاوضات توجد حالات غضب ومشادات ويوجد رفض وقبول لأفكار، جزء منها منطقي وجزء لا». أما مكتب ليفني فقد ذكر أن «المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين تجري، وفق اتفاق مسبق بين الطرفين على أن المواضيع التي تبحث غير علنية. أضف إلى أنه ما لم يتم الاتفاق على كل شيء، فإن شيئاً لم يُتفق عليه».
ورأى المصدر الفلسطيني أن كلام باراك غير مفاجئ وخصوصاً أنه «في إحدى المرات فجر كامب ديفيد» واتهم عرفات بالفشل «والآن يقوم بكل شيء من أجل أن يعكر الأجواء ويفجر مسار أنابوليس». واتهم المصدر باراك بأنه «أخذ حزب العمل من معسكر السلام إلى معسكر المستوطنين المتطرفين. وبات يشكل عقبة أمام نجاح المفاوضات».
إلى ذلك، ذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أنه من المقرر أن تلتقي ليفني الجمعة المقبل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في لندن، بعدما توترت العلاقات بينهما في الأشهر الأخيرة، عندما اتهمت الوزيرة الإسرائيلية مصر بأنها لا تعمل بجدية على وقف عمليات تهريب الوسائل القتالية من سيناء إلى قطاع غزة. ورد عليها في حينه نظيرها المصري بأنه يجب عليها أن تنشغل في المواضيع التي تفقه فيها، وليس بالمسائل الأمنية. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تبادلاً هادئاً للرسائل بين وزارتي خارجية الدولتين، بهدف تجديد الحوار بين الطرفين بشأن تهريب الأسلحة.
وكانت القاهرة قد بعثت في البداية برسالة إلى إسرائيل، تم الرد عليها بعد أيام برسالة إسرائيلية تشير إلى الرغبة في إجراء محادثات بهذا الشأن.
وكان المدير العام لوزارة الخارجية، أهارون أبراموفيتش، والمستشار السياسي لليفني، طال بيكر، قد زارا القاهرة قبل شهر ونصف حيث أجريا محادثات مع أبو الغيط من أجل البدء بتسوية العلاقات.