strong>يحيى دبوق
قالت مصادر عسكرية إسرائيلية أمس إن حزب الله أعاد نشر عدد كبير من صواريخ «الكاتيوشا» وتخزين صواريخ مضادة للدروع في قرى واقعة جنوب نهر الليطاني، بعدما نجح في «خداع» الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في لبنان (اليونيفيل).
وأوضحت المصادر، لصحيفة «هآرتس»، أن «حزب الله، ومنذ انتهاء الحرب، نشر معظم صواريخه إلى الشمال من مجرى نهر الليطاني، لكنه أخفى أيضاً عدداً كبيراً منها في القرى الشيعية الواقعة جنوبي النهر، بل إنه تمكّن من إعادة تجديد مخزونه من الصواريخ القصيرة والبعيدة المدى التي استنزفت خلال الحرب، بينها صواريخ جديدة أرسلتها إيران وقادرة على ضرب أهداف في المنطقة الواقعة إلى الجنوب من تل بيب».
وأضافت المصادر نفسها أن «حزب الله يقوم بعملية تهريب منتظمة للوسائل القتالية باتجاه المنطقة، في شاحنات مموّهة على أنها تنقل إمدادات مدنية، ومعظم هذه الأسلحة يصل من إيران عبر الحدود السورية» مع لبنان.
وبحسب ضباط إسرائيليين رفيعي المستوى، فإن «حزب الله وجد أسلوباً للالتفاف على الحظر المفروض عليه، لجهة سلسلة المواقع الأمامية على طول الحدود، التي كان يسيطر عليها قبل تدميرها خلال الحرب، من أجل جمع معلومات عن مواقع الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية، إذ يقوم بإرسال مواطنين مزوّدين بمناظير وكاميرات، وأحياناً على شكل طواقم إعلامية للقيام بعمليات تصوير للنشاطات» الإسرائيلية لجهة انتشار وجهوزية الجيش الإسرائيلي عند الحدود، و«قسم من هذه الأنشطة يجري من داخل القرى الجنوبية التي تُخزّن الأسلحة فيها».
وتضيف الصحيفة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن «واقع إقدام حزب الله على تكديس الصواريخ المضادة للدروع، وأيضاً في القرى الواقعة جنوبي نهر الليطاني، يدل على أن الحزب يتوقع أنه إذا تجدد القتال مرة أخرى، فإن الجيش الإسرائيلي سيبدأ باجتياح بري كبير، من النوع الذي تردد في فعله خلال حرب لبنان الثانية في صيف 2006. وفي هذه الحال، فإنه يتوقع أن يقدم حزب الله على إعاقة تقدم القوات الإسرائيلية من خلال استخدام الصواريخ المضادة للمدرعات بصورة مكثفة، كما فعل بنجاح في الحرب الأخيرة».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي قولها إن «حزب الله خسر خلال الحرب 600 مقاتل، لا 250 كما أعلن»، مضيفة أنه نتيجة لهذا الواقع، فإن «حزب الله يجد صعوبة في إعادة تعبئة صفوفه مجدداً بمقاتلين مدرّبين، بل إن المقاتلين الجدد ليسوا في مستوى الجهوزية والخبرة لدى من سبقهم، الأمر الذي يردع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، عن شن حملة عسكرية جديدة على إسرائيل».
وقالت المصادر العسكرية الإسرائيلية إن «إحجام حزب الله عن استخدام هذه الأسلحة، منذ انتهاء الحرب، قبل عام ونصف العام، هو انعكاس للضربة القوية التي تلقّاها خلال الحرب من الجيش الإسرائيلي، كما يشير إلى أن منسوب الردع الإسرائيلي لم يتضاءل».
وقال ضابط رفيع المستوى، لـ«هآرتس»، إنه «يجب النظر إلى الواقع القائم في الشمال بموضوعية. فبالرغم من أن أعلام حزب الله ترفرف بالقرب من الحدود، إلا أنه منذ عام ونصف العام لم يُصَب أي من جنودنا بخدش، وكل ما جرى خلال هذه المدة كان عمليتي إطلاق لصواريخ الكاتيوشا باتجاه إسرائيل من جانب جهات متطرفة لا ترتبط بحزب الله، ولم تؤد إلى إصابات. لكن يجب الإشارة أيضاً إلى أن حزب الله لم يغيّر إيديولوجيته الجهادية ضدنا، ويريد تدميرنا».