strong> يحيى دبوق
عبّرت إسرائيل أمس عن سخطها الشديد من إقدام مصر على السماح لأكثر من ألفي حاج فلسطيني بالعودة الى قطاع غزة، قبل أن تقوم السلطات الأمنية الإسرائيلية بتفتيشهم، واصفةً الخطوة المصرية بأنها مخادعة وانتصار لحركة «حماس».
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «ما لا يقلّ عن أربعة وعشرين مسؤولاً من حركة حماس كانوا جزءاً من الحجاج الذين عبروا الحدود (قطاع غزة)، ويعتقد أنهم نقلوا عشرات الملايين من الدولارات التي جمعت في المملكة العربية السعودية»، مشيراً الى أن عدداً من هؤلاء «خضعوا لتدريبات عسكرية متقدمة في إيران، وبينهم مسؤولون رفيعو المستوى في كتائب عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لحركة «حماس».
وأضاف المسؤول الأمني الإسرائيلي إن «الخطوة المصرية تأتي بعد أسبوع واحد من زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الى مصر»، التي أثار فيها قضية الحجاج الفلسطينيين، مشيراً الى أن «الخطوة أضرّت بالمصالح الإسرائيلية، ومن شأنها أن تسبّب مزيداً من الأضرار لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأن تقوّض حكومته».
من جهتها، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن المصريين «خدعوا رئيس الهيئة السياسية الأمنية (في وزارة الدفاع الإسرائيلية) عاموس غلعاد، الذي زار مصر قبل ثلاثة أسابيع لإجراء محادثات تتعلق بحجاج قطاع غزة، كما خدعوا إيهود باراك الذي التقى في الأسبوع الماضي الرئيس (المصري حسني) مبارك وسمع منه وعداً بأن تقوم مصر بتفتيش من يريد الخروج والعودة الى القطاع، وأن تصرّ على مرور العائدين من معبر كرم سالم».
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى، للصحيفة نفسها، إن «مصر قامت بخداعنا، لأنها مكّنت جماعة حماس من الخروج الى الحج، بخلاف اتفاقاتها مع أبو مازن وإسرائيل، بل أعطتهم تأشيرات حج من حصة التأشيرات المصرية، ملتفّة بذلك على حصة التأشيرات التي أعطاها السعوديون للسلطة الفلسطينية، وسخروا من أبو مازن».
وقالت الصحيفة إن «جهات إرهابية كانت تستغل على الدوام مناسك الحج لنقل الرسائل وتجنيد النشطاء وتحويل الأموال ونقل المعلومات، إضافة الى تهريب الوسائل (القتالية) والتوجيهات، واسرائيل على ثقة تامة بأن كل هذه الأمور قد جرى العمل بها هذا العام أيضاً»، مشيرةً الى أن «عشرات الملايين من الدولارات قد وصلت أمس (الأربعاء) الى القطاع، وهي أموال أُرسلت بشكل أساسي من إيران، إضافة الى مبالغ أصغر من مصادر سعودية، فالإيرانيون سلّموا مبعوثي حماس في السعودية عشرات الملايين في إطار التزامهم السنوي تحويل ثلاثمئة مليون دولار الى حماس سنوياً، وهي أموال دخلت الى قطاع غزة أمس».
الى ذلك، أطلقت القوات الإسرائيلية الموجودة في نقطة مراقبة إسرائيلية عند معبر «كرم أبو سالم» الحدودي، النار على منازل في الأراضي المصرية، ما أدى الى مقتل شخص واحد. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قريب من الأمن المصري تأكيده وفاة البدوي حميدان سويلم، الذي كان متوجّهاً سيراً على الأقدام الى مقر عمله، حيث أصابته «رصاصات أُطلقت من الجانب الآخر» من الحدود.