محمد بدير
وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، بـ«المشجع» اللقاء الذي عقده أول من أمس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بشأن البرنامج النووي الإيراني. ونقلت الصحف الإسرائيلية عن أعضاء في الوفد المرافق لأولمرت انطباعات إيجابية حيال النتائج التي أفضت إليها الزيارة من دون أن توضح ماهية ما تم التوافق عليه بين الزعيمين.
وقال أولمرت لصحيفة «يديعوت أحرونوت» في أعقاب عودته إلى إسرائيل، «وجدت زعيماً منصتاً يعرف تفاصيل التفاصيل في المواضيع الموجودة على جدول أعمال إسرائيل». وأضاف «أجرينا حديثاً معمّقاً مثيراً للانطباع ومشجعاً جدّاً. تشجعت كثيراً من الأقوال التي أسمعني إياها الرئيس بوتين في الموضوع الإيراني، وكذلك في مواضيع أخرى تبعث عندنا القلق العميق، مثل صفقات السلاح المتوقعة بين روسيا وسوريا».
ونقلت «يديعوت» عن أحد أعضاء الوفد الذي رافق أولمرت في زيارته قوله «ثمة في موسكو من يمكن التحدث إليه، وثمة ما يمكن الحديث عنه. الكلمة الأخيرة في المسألة النووية لم تُقل بعد». وأضاف «لقد أحسن الروس ضيافتنا، والرئيس استقبل رئيس الحكومة بحفاوة بالغة». وأشار المصدر نفسه إلى أن أولمرت أطلع بوتين على ما تعرفه إسرائيل عن نوايا إيران، خاصة لجهة توجيه عمليات تخصيب اليورانيوم نحو القنبلة النووية.
وبحسب «يديعوت»، فإن الوفد المرافق لأولمرت خرج بانطباع مفاده أن الكلام الروسي العلني يتخلف عن الواقع كما يراه بوتين. وقال أحد أعضاء الوفد للصحيفة نفسها إن «الواضح فعلًا هو أن روسيا تدير أجندة مستقلة. فالروس يرون أنفسهم قوة عظمى، ولا يريدون أن يكونوا المسافر الى جانب السائق الأميركي. يريدون أن يقودوا خطوات. في النهاية، نظام بوتين لا يريد إيران قوة نووية، وهذا هو المهم». وأضاف المصدر «لقد قُدم توضيح إلى رئيس الحكومة بأن روسيا لا تريد شرّاً بإسرائيل».
وأشار أعضاء الوفد أيضاً إلى أن أولمرت أثار مع الزعيم الروسي «موضوع صفقات السلاح مع سوريا التي تهدد أمن إسرائيل»، وأوضح له «أن إسرائيل تنظر بخشية كبيرة إلى هذه الصفقات، التي من شأنها المسّ بالتوازن العسكري في الشرق الأوسط». وبحسب كلام أعضاء الوفد، «كرر بوتين وعده ـــــ وفقاً للسياسة الروسية التقليدية ـــــ بعدم المسّ بالمصالح الأمنية لإسرائيل».
وقالت ميري ايسين، المتحدثة باسم أولمرت، إن «رئيس الوزراء قال إن زيارته مشجعة وأعطته انطباعاً بأن روسيا وإسرائيل لديهما النظرة نفسها للتهديد النووي الإيراني».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع على علاقة بالملف النووي الإيراني قوله إن الزيارة العاجلة لأولمرت إلى روسيا كانت نتيجة تقدير وضع جرى قبل أسبوعين وأظهر أن هناك «تراجعاً مهمّاً في الموقف الروسي المتعلق بمواصلة النشاط الدبلوماسي لفرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن».
وفي السياق، رأى محلل الشؤون الأمنية في صحيفة «هآرتس»، أمير أورن، أن خيار توجيه ضربة جوية أمر وارد جدّاً لدى قيادة الأركان الإسرائيلية رغم الصعاب الفنية البالغة التي تنطوي عليها ومخاطر الرد الايراني وكونها في أفضل الحالات لن تتمكن إلا من تعطيل البرنامج النووي الايراني. وكتب أورن أن «لا العقوبات ولا الضغوط الدبلوماسية ولا التهديدات العسكرية ستردع ايران لتوقف برنامجها النووي في الوقت الذي تؤكد فيه اسرائيل أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً يمثل خطر وجود عليها. وفي هذه الحالة فإن المواجهة تصبح حتمية».
إلى ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستفتتحان في السادس من تشرين ثاني المقبل حواراً استراتيجياً في واشنطن حول الملف النووي الإيراني. وسيرأس الوفد الإسرائيلي إلى الحوار وزير المواصلات، شاؤول موفاز، وسيبحث الجانبان وسائل تكثيف الضغوط على إيران من خارج مجلس الأمن.