strong>يحيى دبوق
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس أن مراسلها العسكري، رون بن يشاي، زار أخيراً المنطقة التي حصلت فيها الغارة الإسرائيلية في السادس من أيلول في شمال سوريا.
وعنونت الصحيفة، على صفحتها الأولى، «هذا هو المكان الذي هاجمته الطائرات الإسرائيلية»، مع صورة ليشاي وهو يحمل آلة التصوير على كتفه قرب موقع الهجوم، الذي أوضحت أنه «محطة بحوث دير الزور».
وتجدر الإشارة إلى أن يشاي قام بخطوة مماثلة العام الماضي عندما زار لبنان بعد عدوان تموز مباشرة.
وقال يشاي، الذي يكتب التحليلات العسكرية عادة في موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، إنه وصل إلى منطقة تبعد أربعة أو خمسة كيلومترات عن «محطة بحوث دير الزور»، لكن جندياً سورياً أوقفه وقال له «ممنوع» الدخول، عندما لاحظ الكاميرا في يده.
وبحسب يشاي، فإن المكان الذي حاول الجندي منعه من دخوله هو مركز الأبحاث في دير الزور، «المكان الذي بجواره، بحسب المنشورات الأجنبية، عملت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي».
ويوضح يشاي أنه «في هذا المكان، ينتشر بعض الجنود والشاحنات العسكرية»، مشيراً إلى أنه «كان في وسعي أن أرى من بعيد بعض الحفر التي تبدو كالحفريات أو المحاجر، ولكن كان من الصعب معرفة ما الذي حصل هنا بالضبط».
ويروي يشاي أنه في بلدة دير الزور نفسها يتعاطى السكان باستخفاف مع الأمر. وينقل عن أحد سكان المنطقة قوله «كانت هنا بضع طائرات إسرائيلية قامت بغارات وهمية فوق البلدة ولعلها تكون قد ألقت شيئاً. نحن لم نسمع انفجارات على الأرض».
كما ينقل يشاي عن صحافي سوري تحدث اليه في دير الزور قوله إن «كل الأحاديث عن التوتر المزعوم في أعقاب طلعة الطائرات القتالية ترمي الى استعراض العضلات تجاه إسرائيل، لكن التهديد ليس حقيقياً. كل هذا من أجل ردع اسرائيل عن القيام بأمور مشابهة». وأضاف الصحافي السوري إن «اسرائيل نفذت الغارة الوهمية لإغراء سوريا بإسقاط الطائرات ـــــ وهكذا تعطي اسرائيل الذريعة لشن الحرب ضدها»، مشيراً إلى أن «الإسرائيليين ماكرون وأنذال وقادرون على عمل كل شيء». وبحسب أقواله، فإن «الرئيس بشار الأسد بنفسه وعظمته أمر بفحص من سرَّب في سوريا المعلومات عن الطلعة الجوية».
وتحدث يشاي عن أنه زار الجزء غير المحتل من هضبة الجولان السورية حيث قال إنه رأى «نشاطاً عسكرياً مكثفاً على مسافة 30 كيلومتراً شرقي الخط الأزرق، في منطقة طريق دمشق ـــــ درعة، خلف الحدود مع الأردن، حيث معسكرات تنتشر في المنطقة بشكل علني». ولاحظ في «منطقة بلدة نوى حشداً من المجنزرات وبعض الدبابات. وتكاد تكون كل المركبات في حفر، وحتى الشاحنات، فضلاً عن أن الدبابات كانت في خنادق ومغطاة». وأوضح أن «الجيش السوري في الجولان يتمترس عميقاً في الأرض».
وأضاف بن يشاي إن «الأمور كانت تسير كالمعتاد في المنطقة المحاذية للحدود مع إسرائيل في الجولان، وقد مررت من دون أيّ عقبات حاجز الأمم المتحدة في المنطقة المنزوعة السلاح في الجانب السوري من الجولان، لكن على بعد كيلومترات من القنيطرة، أوقفنا جندي كان واقفاً عند حاجز للجيش السوري، وعندما اكتشف أنني مواطن أجنبي، طلب مني العودة إلى دمشق للحصول على تصريح خاص لزيارة القنيطرة». وأوضح بن يشاي «يسمح للمواطنين السوريين بزيارة القنيطرة بحرية، وأنا قررت التنازل (عن الزيارة) وعدت إلى دمشق».