ريف دمشق | سعيٌ متواصل في صفوف المعارضة المسلحة للحفاظ على نفوذٍ واسع في جبهة جوبر المحاذية للعاصمة دمشق. جديدُ هذا السعي تُرجم يوم أمس بإعلان سبع فصائل مسلحة بدء «معركة رص الصفوف» في عددٍ من محاور حي جوبر الدمشقي، بهدف «استعادة قطاع طيبة في حي جوبر». إلى جانب «النصرة» و«جيش الإسلام» و«الاتحاد الإسلامي»، أعادت فصائل «جند العاصمة» و«فيلق الرحمن» و«الأصالة والتنمية» و«لواء القعقاع» الاشتباكات إلى خطوط التماس في الحي المتاخم لدمشق، من دون أي تغيير في تلك الخطوط. وكشفت الساعات الأولى للمواجهات استعصاءً جدياً في إحداث خرق على جبهة المدينة، وهو ما عكسه الناطق العسكري باسم «جيش الإسلام»، النقيب المنشق إسلام علوش، عندما خفَض، في مقطعٍ صوتي مسجَّل، سقف المعركة من السيطرة على قطاع طيبة، إلى «استعادة بعض النقاط في حي جوبر».
من جهتها، نفت مصادر عسكرية سورية أي حديثٍ عن تقدمٍ لتلك الفصائل في جوبر، حيث «لم تتجاوز المعارك نطاق خطوط التماس المرسومة مسبقاً، بعد سيطرة الجيش السوري على عدة نقاط كان قد استولى عليها الإرهابيون»، وتجزم المصادر ذاتها في حديثٍ مع «الأخبار»: «حتى الآن، ما يجري هو تبادل ناري كثيف أحدث خسائر جسيمة لديهم، من دون أن يستطيعوا الاستيلاء على مواقع جديدة، وهي ليست العملية الأولى التي يعلنونها ويخسرونها».
وفي سياق مواجهات جوبر، كانت منطقتا العباسيين والعدوي (شرقي دمشق) قد شهدتا سقوط 6 قذائف هاون أصيب خلالها عددٌ من المدنيين. فيما أصيب ثمانية مدنيين بشظايا قذائف الهاون في حي القابون الدمشقي. وبالتزامن مع تصعيد الجيش ضد فصائل المعارضة المسلحة في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية، كان تنظيم «داعش» قد تكبَّد خسائر فادحة خلال اشتباكاته مع الجيش السوري في حي تشرين، ما أدى إلى مقتل عشرة مسلحين في صفوفه، من بينهم «الأمير» الجديد للتنظيم في القابون وبرزة، ياسر الطواشي. وبينما تنحو مواجهات مخيم اليرموك إلى تغليب أعمال القنص في محاور المخيم، أعلنت منظمة الصليب الأحمر الدولي تفقدها الأحوال الصحية والإنسانية للأهالي في بلدات بيت سحم وببيلا ويلدا.
في موازاة ذلك، تواصلت المعارك بالقرب من بلدة بصر الحرير (الريف الشمالي الشرقي)، التي شهدت سقوط أكثر من 40 مسلحاً بين قتيلٍ وجريح، من بينهم القائد الميداني في «فرقة عامود حوران»، التابعة إلى «الجيش الحر»، إبراهيم الحريري، والقائد الميداني في حركة «أحرار الشام الإسلامية»، أبو عزام جباب. وكان الجيش قد سيطر على 5 قرى قرب بصر الحرير أول من امس، مقترباً من بصر، بهدف تعزيز حماية طريق درعا ــ دمشق ومدينة إزرع وطريق السويداء ـ درعا. من جهة أخرى، قتل وجرح العشرات من مقاتلي «النصرة» و«جبهة أنصار الإسلام» خلال معارك عنيفة اندلعت بين التنظيمين في مدينة الحارة بريف درعا.
وفي سياقٍ موازٍ، تجددت المواجهات بين الجيش السوري ومقاتلي «داعش» في محيط بلدة فرقلس في الريف الشرقي من محافظة حمص. وفيما استشهد مدنيان جراء انفجار عبوة ناسفة قرب مدينة سلمية بريف حماه الشرقي، صدت وحدات الجيش السوري هجوم مقاتلي المعارضة المسلحة على قرية سريحين في ريف المحافظة.
وفي حلب، دارت مواجهات عنيفة بين الجيش والمعارضة قرب أحياء الليرمون وجمعية الزهراء غربي المحافظة، فيما قتل عددٌ من عناصر «داعش» خلال الاشتباكات التي اندلعت مع «لواء ثوار الرقة» و«وحدات حماية الشعب الكردية» في بلدة صرين في ريف حلب الشرقي، جنوبي مدينة رأس العين (كوباني).