strong>يحيى دبوق
فصل جديد من فصول أزمة «شاكيد» بين إسرائيل ومصر، أخذت فيه تل أبيب زمام المبادرة فشنت حملة مضادة، دبلوماسية وإعلامية، تهدف إلى تفنيد اتهامات القاهرة لها بقتل أسرى مصريين خلال حرب الأيام الستة، مع إقران ذلك بالتحذير من خطورة ما وصفته وزارة الخارجية الإسرائيلية بحملة التحريض عليها.
وقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس باستدعاء القائم بأعمال السفارة المصرية لدى تل أبيب لإبلاغه احتجاج إسرائيل الرسمي على الطريقة التي يتعاطى بها البرلمان ووسائل الإعلام المصرية مع قضية الفيلم الوثائقي الذي بثته القناة الأولى.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الدبلوماسي المصري أُبلغ أن «إسرائيل ترى بعين الخطورة حملة التحريض في البرلمان والإعلام المصريين، وكذلك التهجمات المنفلتة ضد شخص السفير الإسرائيلي في مصر، التي تدعو إلى هدر دمه».
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن مدير قسم الشرق الأوسط والعملية السلمية في الوزارة، يعقوب هداس، هو الذي نقل رسالة الاحتجاج الإسرائيلية إلى الممثل المصري الذي وعد بدوره بنقلها «بأمانة» إلى سلطات بلاده.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن هداس روى لضيفه المصري المضمون الحقيقي للفيلم، مشدداً على أنه «لا يتضمن أي اقتباسات أو أي شيء آخر يلمح إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على أسرى مصريين عديمي الحماية». وطلب هداس بأن تعمل السلطات المصرية على تهدئة الخواطر بشأن هذا الموضوع.
وأجرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس نقاشات شارك فيها كبار المسؤولين فيها لبلورة الموقف الإسرائيلي من القضية، التي بدا أنها تتدحرج ككرة الثلج على منحدر العلاقات الباردة أصلاً بين القاهرة وتل أبيب. وخلال الاجتماع الذي ضم، من بين جملة آخرين، مستشار وزيرة الخارجية، عيدو أهاروني، ونائب المدير العام، يوسي غال، تمت مشاهدة الفيلم من جانب الحاضرين، وأخضعت المقاطع المثيرة للجدال فيه، المتعلقة بالحديث عن قتل الجنود المصريين، للدراسة والتحليل.
وخلص الدبلوماسيون الإسرائيليون، بعد مشاهدة الفيلم، إلى أن أي مقطع فيه لا يشير إلى أن أسرى مصريين تعرضوا للإصابة على أيدي جنود وحدة شاكيد التي أوكلت إليها، بحسب رواية الفيلم، مطاردة أفراد من الكوماندو المصري في قطاع غزة وشبة صحراء سيناء. وإنما هناك مقطع يتساءل فيه جنود إسرائيليون عن جدوى وضرورة المهمة التي أوكلوا بها.
وتقرر في نهاية الاجتماع توجيه السفير الإسرائيلي في القاهرة، شالوم كوهين، بنقل رسالة طمأنة إلى القيادة المصرية، والطلب منها العمل على تهدئة الخواطر «لأن الفيلم لا يحتوي ما ادعته المعارضة ووسائل الإعلام المصريتين»، بحسب المصادر الإسرائيلية.
من جهة أخرى، تجندت هيئة الاذاعة والتلفزيون الاسرائيلية، المسؤولة إدارياً عن القناة الأولى التي بثت الوثائقي، إلى جانب الحملة الإسرائيلية، فأصدر مديرها العام، موتي شاكلر، بياناً شدد فيه على أن الوثائقي لا يشير الى تصفية أسرى مصريين على يد الجيش الاسرائيلي في 1967.
وقال شاكلر، في البيان، إن المعلومات التي نشرت خلال الأيام الأخيرة حول وقائع قيل إنها وردت في الفيلم خاطئة.
وأوضح شاكلر «يتحدث الفيلم عن الأحداث التي حصلت في نهاية حرب الأيام الستة عندما اوكلت الى فرقة الكوماندو شاكيد مهمة مطاردة وحدات خاصة مصرية والقضاء عليها بعد انتشارها في قطاع غزة ومحاولتها التوجه الى سيناء». وأضاف «خلال هذه العملية التي استغرقت بضعة ايام، أُحصي 250 قتيلاً بين الوحدات الخاصة المصرية، حسبما يقول واضع الوثائقي (ران اديليست) في التعليق» في الوثائقي.
(الأخبار، أ ف ب)