strong>علي حيدر
إسرائيل تعيد تفعيل «تدبير عرفات»

رأى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت أمس، أن المبادرة العربية للسلام يمكن ان تكون اساساً لاستمرار الاتصالات مع جهات عربية معتدلة، مشدداً في الوقت نفسه على رفض اسرائيل القبول بها كاملة.
وتوقع أولمرت، خلال خطاب له في مؤتمر لحركة الكيبوتسات (القرى التعاونية الاسرائيلية)، اجراء «تغييرات ملموسة» في المبادرة العربية تتعلق ببند حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، خلال قمة الرياض نهاية الشهر الجاري.
وقال اولمرت «كنت من أولئك الذين قالوا إن المبادرة السعودية جديرة بالاهتمام وتتضمن أجزاءً كثيرة أنا على استعداد لقبولها ويمكنها أن تكون أساساً لاستمرار الاتصالات بيننا وبين جهات عربية معتدلة».
لكنه عاد وشدد على أن إسرائيل لا يمكنها قبول المبادرة العربية بكاملها، مشيراً إلى البند المتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين والذي تطالب إسرائيل بتعديله خلال القمة العربية، وحصر المطالبة بعودتهم إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
وقال أولمرت إن «هذه الحكومة (الإسرائيلية) لن تهدر أية فرصة للتحدث مع أعدائنا ومستعدة لتنازلات كبيرة وصعبة ومؤلمة من أجل تشجيع محادثات كهذه والتقدم في هذه العملية». لكنه استدرك قائلاً إنه «لا ملائكة في الطرف الآخر ويتوجب تذكّر هذا».
وفي ما يتعلق باستعادة الجنود الاسرى لدى حزب الله وقطاع غزة، قال أولمرت إن هذه عملية طويلة ومعقدة ويتوجب الحذر فيها «وكلما تكلمنا في هذا الموضوع أقل، تكون هناك احتمالات أكبر لنجاحها».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن أولمرت يتوقع إجراء «تغييرات ملموسة» في المبادرة العربية، خاصة في ما يتعلق بالتخلي عن حق العودة. وأضافت المصادر نفسها أن موضوع حق العودة هو شرط غير مقبول إطلاقاً من إسرائيل، وأنه لا يمكن إحراز تقدم إذا أصرت الدول العربية عليه. ورأت انه «يمكن الحديث عن باقي القضايا، مثل المطالبة بالانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967، وجعل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، بعد تبنّي مبادرة جديدة لا تنصّ على المطالبة بعودة اللاجئين إلى داخل الخط الأخضر».
من جهة أخرى، رحبت اسرائيل بقرار اللجنة الرباعية للشرق الاوسط الإبقاء على شروطها لرفع الحظر عن الحكومة الفلسطينية الجديدة. وقالت المتحدثة باسم اولمرت، ميري ايسين: «نشعر بالرضا عن قرار الرباعية ولا يسعنا سوى أن نسعد بعدم موافقة المجتمع الدولي على برنامج الحكومة الفلسطينية الجديدة والاستمرار في مطالبتها باحترام الشروط الثلاثة التي وضعتها» للتعامل مع هذه الحكومة، في اشارة الى الاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة معها والتخلي عن العنف.
وأوضحت وزيرة الخارجية الاسرائيلية، تسيبي ليفني، لصحيفة «يديعوت احرونوت»، ان «اسرائيل تتوقع من المجتمع الدولي ألّا يعترف بحكومة الوحدة الفلسطينية طالما لم تلتزم بشروط الرباعية، وعدم اللقاء، بالتأكيد، مع وزراء حماس». وأشارت الى وجود «قرار سابق للحكومة يحدد أن الجهات الدولية التي تصل الى اسرائيل وتلتقي مع رجال حماس لن يلتقي بها المسؤولون الاسرائيليون»، في اشارة الى ما عُرف سابقاً بـ«تدبير عرفات» القاضي بمقاطعة اسرائيل لأي مسؤول دولي يلتقي مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وشددت ليفني على «ان اسرائيل، على عكس المجتمع الدولي الذي يميز بين المعتدلين والمتطرفين في الحكومة الفلسطينية، تنظر اليها (حكومة الوحدة الفلسطينية) كمنظومة واحدة تعارض اي اعتراف بها».