يحي دبوق
يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي طرح خطة تسلح خمسية للأعوام 2008 ــ 2012، تتضمن شراء وسائل قتالية ومعدات تصل قيمتها الى مليارات الدولارات، تشمل طائرات وبوارج حربية وأعتدة خاصة، في وقت تدير فيه محافل عسكرية إسرائيلية محادثات خاصة مع الأميركيين لتزويد سلاح الجو الإسرائيلي بمنظومة صواريخ أميركية مضادة للصواريخ، بدلاً من مواصلة تطوير منظومة صواريخ «حيتس» الإسرائيلية، التي مُنيت تجاربها في الماضي بكثير من الفشل العملياتي.

وأفادت صحيفة «معاريف» أمس أن الجيش الاسرائيلي سيبدأ في الاشهر القليلة المقبلة بناء خطة خمسية للأعوام 2008 حتى 2012، والانطلاق في حملة مشتريات بمليارات الدولارات، تتضمن تزويد سلاح الجو بخمسين طائرة أميركية من نوع «اف 35» بكلفة 3 مليارات دولار، إضافة إلى السعي للحصول على طائرة «اف 22» المحظور تصديرها أميركياً.
وتتضمن الخطة أيضاً شراء بارجات جديدة لسلاح البحرية الاسرائيلي، من ضمنها بارجتا «ال. سي. اس»، التي تنتجها شركة «لوك هايد مارتن» الاميركية، ومروحيتا «بلاك هوك»، ووسائل قتالية لعناصر الكوماندوس البحري. وتقدر تكلفة هذه الصفقات بنحو 600 مليون دولار، تضاف إليها النية لشراء غواصتين إضافيتين من ألمانيا من نوع «دولفين» بكلفة إجمالية تبلغ نحو مليار يورو، على أن تدخلا الخدمة الفعلية بعد سبع سنوات.
ونقلت الصحيفة نفسها عن مصادر عسكرية قولها إن «الجيش الاسرائيلي يخطط لإجراء ثورة حقيقية في سلاح البر أيضاً، إذ ينوي استثمار نحو 420 مليون دولار لشراء معدات وتجهيزات عسكرية لوحدات الاحتياط بهدف مساواتها بشروط الخدمة العسكرية النظامية».
أما صحيفة «هآرتس» فقد أفادت من جهتها امس بأن «إسرائيل تجري اتصالات مع شركة لوكهيد مارتن الاميركية لشراء منظومة «تاد» المضادة للصواريخ، بدلاً من مواصلة تطوير جيل جديد من صواريخ «حيتس» الاسرائيلية، ويجب على أصحاب القرار في إسرائيل اتخاذ قرارهم في هذا الشأن قريباً».
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها إن «صاروخ تاد الاميركي فشل في التجارب الاولى التي تجرى عليه منذ عشر سنوات، لكنه حقق نجاحاً عام 2006، وفي عدد من التجارب الهامة أسقط صواريخ معادية». وأوضحت أن الصاروخ الأميركي «يتضمن عناصر تكنولوجية ليست جزءاً من الجيل الحالي لصواريخ حيتس».
وأعربت مصادر أميركية في واشنطن عن تقديرها بأن تتمكن الولايات المتحدة من تزويد اسرائيل بصواريخ «تاد» عام 2009، بعد استكمال تطويره وإجراء تجارب أخرى تسمح بنشره عملياً، وتضمينه تكنولوجيا أكثر تطوراً، على أن يكون الطراز الاسرائيلي مثل الطراز الذي ستستخدمه القوات الاميركية، و«سيكون بوسع إسرائيل شراء الصاروخ بأموال المساعدات» الاميركية، رغم إقرار هذه المصادر بأن «الصاروخ الاميركي لا يزال يعاني عدداً من المشاكل التكنولوجية التي لم يجد لها حلاً».
ويجب على المؤسسة السياسية في إسرائيل أن تراعي في قرارها الجوانب المالية والتكلفة الباهظة للاستمرار في تطوير منظومة «حيتس»، إضافة إلى السعي الدؤوب لدى الاسرائيليين للاستقلال التكنولوجي العسكري، علماً بأن منظومة «حيتس» نفسها قد مرت في تجارب فاشلة في السنوات الماضية، رغم محاولة التكتم والدعاية غير المسبوقة عن تحقيق إنجازات لم تقدم إسرائيل دليلاً حسياً عليها.
الى ذلك، أعلن رئيس قسم التصدير العسكري في وزارة الدفاع الاسرائيلية، يوسي بن حنان، لموقع صحيفة «معاريف» على شبكة الانترنت، أن «الصناعات الامنية الإسرائيلية تصدر 80 في المئة من إنتاجها للخارج، فيما تخصّص عشرين في المئة للاستخدام المحلي للجيش الاسرائيلي»، معتبراً أن «الهند والولايات المتحدة من أكبر المستوردين للسلاح الإسرائيلي، وتصل قيمة مشترياتهما منه الى مليار دولار سنوياً».
وقال بن حنان إن الشركات العسكرية الاسرائيلية مثل «رفائيل» و«أولأوف» والصناعات الجوية اشترت منذ عام 2000 شركات عسكرية أميركية، وبذلك «تحولت هذه الشركات إلى متعهدة ثانوية في مجالات حيوية ورائدة أخرى في العالم، مثل (صناعة) الطائرات الحربية».
وبحسب بن حنان، بلغت الصادرات العسكرية الاسرائيلية عام 2003 حوالى 3.27 مليارات دولار، وبلغت في عام 2004 حوالى 3.74 مليارات، أما في عام 2005 فبلغت حوالى 3.5 مليارات دولار.