محمد بدير
في ما يمكن اعتباره انعكاساً لإقرار ضمني بالفشل في مواجهة القدرات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية وتسليماً باستمرار تساقطها رغم كل شيء، بدأت المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة بإعداد خطط لإخلاء سكانها في حال تعرضها لهجمات صاروخية مكثفة في المستقبل.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن التقديرات المتشائمة للجيش الإسرائيلي بشأن احتمال وقوع مواجهات عسكرية في قطاع غزة في الصيف المقبل، دفعت المجالس البلدية لمستوطنات «غلاف غزة» إلى الاستعداد لذلك. وقام، في هذا الإطار، اتحاد المجالس البلدية لمنطقتي «شاعار هانيغيف» و«حوف اشكلون» ببلورة خطط لإخلاء السكان في حال وقوع هجمات صاروخية متواصلة.
وذكرت الصحيفة أن العمل على إعداد خطة الإخلاء في «شاعار هانيغيف»، التي تضم 12 كيبوتساً (قرية اشتراكية) أهمها «ناحال عوز» و»كفار عزة» و«إيريز»، ويعيش فيها نحو ستة آلاف مستوطن، جار على قدم وساق. وبحسب الخطة، فإنه سيتم في المرحة الأولى إغلاق المدرسة العامة الواقعة قرب سديروت، وسيتم نقل الطلاب إلى صفوف بعيدة عن مدى الصواريخ، في حين يقوم المعلمون بتقديم الدروس للطلاب عن طريق الإنترنت.
وإذا تقرر إجراء عملية إخلاء فورية، فسيتم إبلاغ المستوطنين هاتفياً أو عن طريق الرسائل الخلوية. كما تقرر تشكيل طاقم في كل كيبوتس يعمل على توفير احتياجات المستوطنين، ويكون على اتصال دائم بغرفة عمليات عسكرية مركزية. وفي حال حصول تصعيد، سيتم إخلاء جميع السكان إلى الكيبوتسات القريبة من مدينة إيلات في أقصى الجنوب، على بعد عشرات الكيلومترات عن غزة.
أما في منطقة «حوف اشكلون»، فأشارت «يديعوت» إلى أن وتيرة الاستعدادات أقل سرعة نظراً لأن المنطقة تضم 5 بلدات فقط تقع في مرمى الصواريخ، أهمها «نتيف هعسراه»، ويبلغ عدد السكان فيها ما يقارب ألف مستوطن. وفي حال حصول تصعيد، سيتم نقلهم إلى المناطق القريبة من الخضيرة.