علي حيدر
«إسرائيل قادرة على التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا من دون الانسحاب من كامل هضبة الجولان، شرط أن تعوّض السوريين بأراض بديلة ذات قيمة مساوية لقيمة أراضيهم»، هذا ما كشف عنه البروفيسور عوزي آراد، رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا، بناءً على رسائل تلقاها من محافل سورية بحسب ادعائه.
وبحسب آراد فإن «محافل سورية وافقت على التفكير في اتفاق لتبادل أراض يترك 20 في المئة من الجولان في يد إسرائيل، مقابل الحصول على مناطق تؤخذ من الأردن ولبنان».
ويرى آراد أن هناك فرصة لاستئناف الاتصالات مع السوريين قريباً، حيث إن كل الصيغ التي أوردها في الوثيقة تحدد وجود وضع تتيح فيه سوريا لإسرائيل مواصلة الاحتفاظ بنحو 20 في المئة من هضبة الجولان، وهي أراض يقيم فيها نحو ثلث المستوطنين الإسرائيليين. وفي المقابل، ستُخلي إسرائيل نحو ستة آلاف مستوطن إسرائيلي من بيوتهم، وفي مقابل ترك الباقين، أي نحو عشرة آلاف شخص، سيحصل السوريون على أراض بديلة بنسبة متساوية. ونقلت «معاريف» عن آراد قوله «لدي خطوات مع السوريين، وعندما عرضت على أشخاص معينين هناك مبادئ خطة تبادل الأراضي، لم يرفضوها من أساسها. كما أنهم لم يقبلوها بالضرورة كما هي. ثمة نقطة يمكن البدء منها في الحديث معهم».
الاتفاق مع سوريا وفقاً لصيغة خبراء المركز، يستوجب تدخل دول أُخرى. وبما أن الحدود الوحيدة لإسرائيل مع سوريا هي تلك التي في الجولان، فإن الأراضي البديلة سيضطر السوريون إلى الحصول عليها من اللبنانيين أو الأردنيين، الذين سيحصلون بدورهم على تعويضات من إسرائيل.
وبحسب معاريف، فإنه وفي إطار البديل اللبناني، سيُسلم لبنان إلى سوريا أرضاً واقعة على الحدود المشتركة مع سوريا، مقابل الحصول من إسرائيل على أراض موازية من حيث المساحة على طول الحدود الشمالية مع إسرائيل. أما البديل الأردني فيشمل وضعاً مشابهاً، حيث إنه مقابل أراض في وادي عربة، التي سيحصل عليها الأردن من إسرائيل، سينقل الأردن إلى سوريا أراضي واقعة على الحدود معها. وبحسب آراد، فإن «هذا المقترح الإسرائيلي، إذا نُفّذ، سيتيح للسوريين الحصول على كامل الأرض من حيث مساحتها بالكيلومترات. وهم لن يحصلوا على أفضل من هذا العرض، ويعرفون ذلك». ويقول آراد إن كل الصيغ تلزم السوريين وقف التأييد لما سمّاه «الإرهاب الفلسطيني وحزب الله».