يحيى دبوق
نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله نهاية الأسبوع الماضي، غداة نشر تقرير «اللجنة العامة لدراسة العراق»، أن الرئيس الأميركي جورج بوش أوضح لرئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أنه لا ينوي «إخراج سوريا وإيران من محور الشر».
وتجدر الإشارة إلى أن «اللجنة العامة لدراسة العراق» تضم أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي برئاسة وزير الخارجية الأميركي السابق جيمس بيكر، وعضو مجلس النواب الديموقراطي لي هاملتون، الرئيس السابق للجنة الخارجية التابعة لمجلس النواب، بهدف إعادة النظر في السياسية الأميركية في العراق بعدما ثبت فشلها.
وقال بيكر، في مقابلة أجرتها معه الشهر الماضي شبكة «إي بي سي» التلفزيونية الأميركية، إن اللجنة ستقترح على البيت الأبيض التخلي عن سياسة «الخصام» وبدء محادثات مباشرة مع سوريا وإيران. وأشار بيكر إلى أن التحادث مع العدو لا يعتبر في نظره تصالحاً، كاشفاً عن أن الطاقم أجرى محادثات مع ممثلين عن سوريا وإيران في ما يتعلق بمستقبل العراق. ومن المزمع أن تُقدم اللجنة، التي أقيمت في شهر آذار الماضي، توصياتها إلى الرئيس الأميركي وستُعرض في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء المقبل. وبحسب المصدر السياسي الرفيع، فإن بوش تعهد «التمسك بموقف إدارته بعدم تغيير سياستها تجاه إيران ما دامت تتمسك بقرارها استكمال برنامجها النووي».
ووفق ما ذكرته «هآرتس»، فإن سوريا مطالبة بسحب يدها من لبنان والتوقف عن دعم حزب الله، كشرط مسبق لتجديد الاتصالات معها. وأضافت أن الحصار الذي يقوم به حزب الله على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، الذي يحظى بتأييد بوش، ومقتل الوزير بيار الجميل، يقلصان فرص تغيير سياسة الإدارة الأميركية تجاه سوريا. ونقلت الصحيفة عن مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، ستيفين هدلي، قوله الأسبوع الماضي إنه لا يشخص وجود صلة بين حل النزاع الإسرائيلي ــ العربي والوضع في العراق.
كما أشارت «هآرتس» أيضاً إلى ما كان كتبه السفير الأميركي السابق في دمشق وتل أبيب، ادوارد جيرجيان، وهو المساعد الرئيسي لبيكر، في مجلة «فورين أفيرز»، حيث قال إن نظام الرئيس بشار الأسد «قد يُخرب التسويات الأمنية في جنوب لبنان، ويعمل على كبح التقدم في العراق ويواصل دعم حزب الله والجهاد الإسلامي وغيرهما من الجهات المتشددة». لكنه أضاف أنه «حتى ألان، لم يُدرس بشكل كاف إمكان أداء الأسد لدور هام في المنطقة». وبحسب كلام جرجيان، فإن «إشراك سوريا ضروري من أجل حل الأزمة في لبنان، في أعقاب منظومة العلاقات التاريخية الخاصة القائمة بين الدولتين».