مهدي السيد
اختلفت وجهات النظر الإسرائيلية حول التداعيات المرتقبة لنتائج تقرير لجنة «بيكر هاملتون» حول العراق، والمتوقع أن يتسلم الرئيس الأميركي جورج بوش نسخة عنه اليوم.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» أمس عن مصادر إسرائيلية متعددة، آراءً متناقضة حول التقرير وتداعياته. وقالت مصادر رفيعة المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن «المحادثات الأميركية مع إيران ستتسبّب بمنحدر زلق يدفع إسرائيل إلى مواجهة منفردة للتهديد النووي الإيراني»، بينما قالت مصادر حكومية إسرائيلية أخرى إن «إجراء محادثات مع إيران ضرورة لاستقرار المنطقة، ما دامت إيران تسيّر الأمور في كل مكان بدءاً من لبنان وانتهاءً بغزة».
وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية للصحيفة نفسها أن «هناك عدم قلق في القدس نتيجة للتقرير، فإذا أرادت الولايات المتحدة أن تتعامل مع سوريا، فإن الثمن المطلوب دفعه للسوريين هو إنهاء المحكمة الدولية الموكل إليها النظر في اغتيال (الرئيس) رفيق الحريري، إضافة إلى إعطاء سوريا موطئ قدم في لبنان»، مشددا على أن ذلك يعدّ «ثمناً كبيراً جداً على الولايات المتحدة أن تدفعه» لدمشق. وأضاف أن التقدير في وزارة الخارجية الإسرائيلية يرى أن «على رأس سلم أولوليات السوريين إعادة هضبة الجولان». وتساءل هل الأثمان المطروحة «كافية لسحب السوريين من المدار الإيراني»؟.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية، زار أخيراً الولايات المتحدة، أن «الأولوية الحالية للأجندة الأميركية هي الخروج من العراق، وأن لجنة بيكر ستوصي بإجراء محادثات مع إيران». ورأى ان هذه التوصية قد توصل إلى السيناريو التالي: يطلب الإيرانيون من الأميركيين ضمانات لعدم تقويض النظام وإبداء «أعين عمياء» في ما خص برنامجهم النووي، في مقابل مساعدة إيران للولايات المتحدة في استقرار العراق من خلال كبح جماح العنف الشيعي، الذي يمكّن الأميركيين من سحب قواتهم من هذا البلد. وبالتالي، يضيف المصدر، فإن «إسرائيل ستبقى وحيدة في مواجهة التهديد النووي الإيراني».
ورغم القلق الذي أبداه المصدر، الا أن مصادر أخرى في الخارجية الإسرائيلية حاولت التخفيف من حدته. وقالت إن «إسرائيل لم تدرس تقرير بيكر وما تسرب عنه، بل لم تعيّن أي فريق عمل لدراسته»، وبحسب أحد هذه المصادر فإن «تقدير وزارة الخارجية يرى ان المسألة تتعلق بالسياسة الأميركية في العراق، وبالتالي لا دخل لإسرائيل بها».
وأضافت الصحيفة إن هناك رؤية أخرى مغايرة عبرت عنها مصادر حكومية إسرائيلية، رأى أحدها أن «إيران هي العنوان الأساسي للمشاكل الحالية في لبنان وغزة، وببساطة لن تجد هذه المشاكل حلاً لها من دون التعامل المباشر مع طهران»، مضيفاً إن «هناك لاعباً مركزياً يؤثر حالياً في كل شيء يحدث في المنطقة، إنه إيران، وأساس المسألة أن لإيران القدرة على معالجة حزب الله وحماس، والمطلوب منها القيام بذلك».