strong>يحيى دبوق
بيريز: الأسد يريد التفاوض مع الأميركيين وليس معنا

تبقى إيران وسوريا شغل إسرائيل الشاغل لجهة اعتبار كل منهما مصدر التهديد الاستراتيجي لتل أبيب، لكن ما يزيد من القلق الإسرائيلي حيال هاتين الجبهتين هو توثّق العلاقات المتنامية بينهما، وانعكاس ذلك على حركات المقاومة في المنطقة.
فقد ذكرت صحيفة «معاريف» أن توثيق العلاقات بين دمشق وطهران يثير قلقاً كبيراً في دوائر صناعة القرار الإسرائيلية، وخصوصاً أنه يأتي في أعقاب تمتين العلاقات بين طهران وغزة، أي حركة «حماس».
وبحسب الصحيفة، فإن ترجمة هذا التطور في العلاقات يأخذ شكل الدعم المالي الكبير الذي تقدمه طهران إلى كل من حكومة «حماس» وسوريا، بحيث أصبحت الجمهورية الإسلامية «الممول الرئيسي لمحور المقاومة ضد إسرائيل» في الشرق الأوسط.
ورأت «معاريف» أن «العناق» الإيراني لسوريا أخذ يشتد أخيراً، وتحوّلت طهران فيه إلى عامل مهم في الاقتصاد السوري لجهة منحها دمشق غطاءً مالياً في العديد من الاستحقاقات المالية.
فإيران، بحسب «معاريف»، تمد يد التمويل إلى سوريا في تسديد ديونها المستحقّة لموسكو جراء صفقات السلاح المبرمة بين الدولتين، بل إنها قدمت وعوداً أيضاً بالمساعدة في تمويل صفقات تسلح مستقبلية إضافية بين موسكو ودمشق.
في هذا الوقت، يحتدم الخلاف بين محافل الأمن والتقدير في إسرائيل بشأن النيات الحقيقية لسوريا؛ فبينما تواصل شعبة الاستخبارات العسكرية (آمان) الادعاء بأن السوريين «يستحقون الفحص»، يشدد «الموساد»، برئاسة مئير دغان، على موقفه القائل إن سوريا «لا تقصد حقاً السير نحو اتفاق مع اسرائيل، وإن دعوات السلام السورية هي مناورة ترمي إلى كسب الوقت والشرعية الدولية».
وفي السياق عينه، ذكرت القناة العاشرة في التلفزين الإسرائيلي أول من أمس أن شخصية إسرائيلية مقربة من رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، التقت، قبل أسابيع، السفير السوري لدى الولايات المتحدة عماد مصطفى.
وقالت القناة التلفزيونية إن رجل الأعمال الإسرائيلي دانييل أبرامز التقى مصطفى وسمع منه «رسائل معتدلة وإيجابية» نقلها إلى أولمرت لدى اجتماعه به لاحقاً في القدس.
ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن متحدث باسم أولمرت قوله «لا أذكر كل كلمة قيلت في اللقاء ولا أذكر أنه (أي أبرامز) تحدث عن رسائل ايجابية. كنت سأذكر أمراً كهذا».
ولم يصدر مكتب أولمرت نفياً لتقرير القناة العاشرة الإسرائيلية. وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء تعليقاً على الخبر إن «الحديث ليس عن مهمة لنقل رسائل سرية أو غير سرية».
إلى ذلك، دعا النائب الأول لرئيس الحكومة الاسرائيلية شمعون بيريز الرئيس السوري بشار الاسد إلى الاقتداء بالرئيس المصري السابق انور السادات، والملك الأردني الحسين بن طلال، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، «والإقدام على ما قاموا به، وعندئذ يحصل على ما حصلوا عليه من اسرائيل».
لكنه أضاف إن المشكلة هي أن الأسد «يريد اجراء مفاوضات مع الأميركيين لا معنا». وذكر أن اسرائيل عرضت «أربع مرات سلاماً على السوريين يتضمن الانسحاب من هضبة الجولان»، لكنه استدرك بالقول إن ذلك تم «في أيام والده (الرئيس الراحل) حافظ الاسد».
وشدد بيريز على أولوية المسار الفلسطيني على المسار السوري، محذراً من أن «السير بهما معاً يؤدي الى الفشل فيهما».