يحيى دبوق
عبر وزير الدفاع الاسرائيلي عامير بيرتس أمس عن خشيته من «الجهود المركزة» التي تبذلها سوريا وايران وحزب الله «لضعضعة استقرار حكومة الرئيس (فؤاد) السنيورة» ومن أن يؤدي هذا الأمر الى شل المعسكر المعتدل الذي «استجمع الزخم في أعقاب الحرب»، فيما هدد نائبه افرايم سنيه الفلسطينيين بأن يلقوا مصير مدينة بنت جبيل، في اشارة الى التدمير الذي الحقه بها الجيش الاسرائيليكلام بيرتس ونائبه، اللذين ينتميان الى حزب العمل، جاء خلال ندوة سياسية عقدت في جامعة تل بيب تحت عنوان «اسقاطات حرب لبنان الثانية» شارك فيها أيضاً عدد من أعضاء الكنيست، بينهم، إسرائيل كاتس (الليكود) وعوتنئيل شنلر (كديما).
وتناول بيرتس الوضع في لبنان مشيراً إلى ان المرحلة الحالية تشهد «جهداً مركزاً من سوريا وإيران وحزب الله لضعضعة استقرار الحكومة اللبنانية والمس برئيس الحكومة فؤاد السنيورة»، وأعرب عن تخوفه من أن يؤدي هذا الأمر إلى «شل المعسكر المعتدل الذي استجمع الزخم في أعقاب الحرب». وأقر بيرتس، في كلمته، بأنه «رغم الضربة القاسية التي تعرض لها حزب الله، فإنه لم يتجرد من سلاحه وبأنه يرمم قدراته العسكرية».
واكد بيرتس، خلال قراءته للوضع على الساحة الفلسطينية، انه في نهاية المطاف «لن يحصل الاستقرار في الساحة الفلسطينية والإضعاف المهم لحماس إلا عبر كسر الجمود السياسي». وتعهد، رغم الوضع الإشكالي في السلطة، البحث «عن أي شكل من التقدم السياسي».
اما نائب وزير الدفاع افرايم سنيه فلم يكد يتسلم منصبه حتى وجه رسالة حادة للفلسطينيين أوضح فيها أنه «يجب أن نقول للفلسطينيين: نحن أمام مواجهة إقليمية كبرى. إذا لم تكونوا ضد إسرائيل، فستكون لكم دولة واقتصاد مزدهر. وإذا كنتم في الجانب الآخر، فستبدون مثل بنت جبيل».
وتطرق سنيه الى العبر التي استُخلصت من العدوان على لبنان، وآثاره على الساحة الفلسطينية. وقال «الأمر الأول الذي استخلصناه في أعقاب ما حصل في الشمال أنه لا جدوى من خطوات أحادية؛ فعندما تخرج من دون اتفاق، ستبقي وراءك جهة عسكرية عدوة وستعود إلى المكان للقتال». وخلص إلى أن «الصراع الأساسي والجوهري في المنطقة» يدور بين معسكرين من جهة «القوى المعتدلة برئاسة إسرائيل» ومن جهة أخرى القوى «المتطرفة بزعامة إيران». وأكد سنيه عزم إسرائيل على مواصلة خرق الأجواء اللبنانية «ويمكنهما الاحتجاج بقدر ما يشاؤون»، في إشارة إلى الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية. ورأى سنيه أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يمنع دولاً عربية معتدلة من الوقوف في صف واحد مع إسرائيل في مواجهة عدو مشترك.
وتم خلال الندوة تناول مشكلة مستوى جهوزية الجيش التي كشفها العدوان على لبنان حيث القيت المسؤولية على «إفساد» الجيش على النشاطات الروتينية في المناطق الفلسطينية. وقال سنيه «إن طابع العمل الشُرَطي الواضح، في مواجهة عصابات بمستوى متدن جداً، أفسد قدرة الجيش على الوقوف في وجه عدو فعلي وحولته إلى حرس حدود». وأقر سنيه بأن صواريخ الكاتيوشا القصيرة المدى التي يملكها حزب الله تشكل «سلاحاً استراتيجياً بمعنى أنها قادرة على إزعاج الجبهة الداخلية لمدة طويلة، إضافة إلى قدرتها على الصمود في مواجهة سلاح الجو». وقارن بين استمرار سقوط الصواريخ على مستوطنة سديروت مع استمرار سقوط صواريخ الكاتيوشا على اسرائيل بعد 34 يوماً من القتال في لبنان.
واشار الى «موروث» آخر خلَّفته حرب لبنان، يتمثل في النتيجة التي توصلت إليها فصائل الرفض الفلسطينية في السلطة، هي أنه يمكن قضم مكانة اسرائيل عبر الوسائل العسكرية. في المقابل، عبر عن تقديره بأن «الجهات المعتدلة» ترى نتيجة معاكسة اذ ادركت «أن من غير المجدي اللعب مع قوة إسرائيل، وأن في المواجهة الكبيرة المقبلة، من الأجدر لها البقاء إلى جانبنا».