يحيى دبوق
يبدو أن النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية، شمعون بيريز، لا يدّخر جهداً في سبيل تحقيق مشروعه وحلمه القديم بإقامة شرق اوسط جديد من البوابة الاقتصادية، على أن تتحول اسرائيل الى مركز ربط، للمنطقة ودولها، بعد اعادة تشكيلها من جديد، وهو ما يستشف من الخطة المسماة «غور السلام» التي ينوي طرحها على طاولة الحكومة الاسرائيلية.
وينوي بيريز أن يطرح، خلال الاسبوعين المقبلين، خطة خاصة للتطوير الاقليمي على الحدود بين اسرائيل والاردن والسلطة الفلسطينية، تتضمن حفر قناة تربط البحر الاحمر بالبحر الميت، وتقدر كلفة المشروع بـ 10 مليارات دولار. وتشير التقديرات الى أن الحكومة الاسرائيلية ستصادق على الخطة.
وبحسب خطة بيريز، التي نشرت صحيفة «هآرتس» تفاصيل عنها امس، سيقام «غور السلام» بتمويل من القطاع الخاص، على أن تقدم الارض من اسرائيل والاردن. وأوضح المراسل السياسي للصحيفة ان «بيريز قد تلقّى موافقة الملك الاردني عبد الله ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اضافة الى لقائه شخصيات دولية (لتحريك المشروع)، بل إنه ربط بالفكرة رجل الأعمال الاسرائيلي من اصل ليبي اسحق شوفا، وبرأي بيريز، فإن احتمال تحقيق الخطة كبير نسبياً». ويبدو من تفاصيل الخطة أن ركيزتها الاساسية شَقّ قناة تربط مدينة ايلات الواقعة على البحر الاحمر باتجاه البحر الميت بطول 200 كيلومتر، على أن يُجرّ 650 مليون متر مكعب من المياه من خلال القناة، كي تعالج كمية التبخر السنوي للمياه في البحر الميت، اضافة الى إنشاء بحيرتين اصطناعيتين في وادي عربة مع تشييد سلسلة من الفنادق والمنشآت السياحية على شطآنهما.
ويطمح بيريز من خلال مشروعه الى تمرير اكبر قدر ممكن من المشاريع التي تصب في مصلحة مشروعه الكبير الذي اطلقه في عام 1993، إذ إن الخطة تتضمن بناء مطار مشترك بين العقبة وإيلات، وتطوير عملية التنقيب عن النحاس على جانبي حدود في العربة، اضافة الى التعاون الزراعي وتطوير مشاريع سياحية بينية بين اسرائيل والاردن، وشق سكة حديد تربط مدينة اربد الاردنية بمدينة حيفا على البحر المتوسط، وإقامة منطقة صناعية قرب مدينة دنين في الضفة الغربية، كما يطمح أيضاً الى اقامة مدارس ومؤسسات بحثية مشتركة.