strong>محمد بديردولة قريبة من 67 وعودة اللاجئين وتقسيم القدس

بعد الحديث عن خطة سياسية طرحها رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في واشنطن تتلخص في خطة انطواء بالموافقة، وبعد أقل من 24 ساعة من الحديث عن مبادرة أوروبية للسلام رفضتها إسرائيل، طرح رئيس حزب «ميرتس»، يوسي بيلين، خطة سياسية جديدة للخروج من النفق المسدود الذي آلت إليه المفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية، تنفذ على أربع مراحل وتشمل انسحاباً من الضفة والقطاع، وتحرير الأسرى ودولة فلسطينية بحدود العام 1967، مع بعض التعديلات، وعودة للاجئين، وتقسيماً لمدينة القدس.
فقد بلور بيلين خطة سياسية خلال الأسابيع الأخيرة تضم أربع مراحل للتوصل إلى اتفاق دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك بعد سلسلة من اللقاءات السرية في أوروبا والقدس المحتلة وجسر اللنبي مع شخصيات فلسطينية، في مقدمّهم رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن)، وياسر عبد ربه وصائب عريقات وسلام فياض.
وقدم بيلين وثيقة الخطة لأبو مازن الذي أعطى جواباً إيجابياً، بحسب بيلين، الذي قدم خطته أيضاً إلى محفل حكومي إسرائيلي رفيع المستوى، وهو يأمل، بحسب «هآرتس»، أن يطلع عليها أولمرت. كما قام بيلين بتسليم الوثيقة أيضاً إلى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، ديفيد ولش، وإلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان والمنسّق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
وحول الظروف التي دفعت بيلين إلى عرض خطته، تشير «هآرتس» إلى أنه لاحظ وجود فراغ وجمود سياسي، وقد رأى أن هذا الظرف هو الوقت المناسب لتحدي الطرفين عبر طرح خطة سياسية تؤجل لسنتين المباحثات حول التسوية الدائمة. وبحسب بيلين، فإن هذه الخطة تجسد الهوة بين استعداد أولمرت للانسحاب من مناطق واسعة في الضفة الغربية، وبين حاجة أبو مازن إلى أفق سياسي.
وحاولت «هآرتس» الإشارة إلى الفارق بين خطة جنيف التي سبق لبيلين أن طرحها بشكل مشترك مع أطراف وشخصيات فلسطينية قبل أكثر من عام، وبين خطته الحالية، فأوضحت أن خطة جنيف شكلت اقتراحاً للتسوية الدائمة من دون الاهتمام بكيفية الوصول اليها، بينما يقترح بيلين هذه المرة آلية من أربع مراحل تتيح الوصول إلى اتفاق دائم من دون البحث في تفاصيله الآن. ويدّعي بيلين بأن هناك تأييداً جماهيرياً واسعاً في الجانبين لإنهاء النزاع. وبحسب أقواله، فإن الخطة تعكس هذا التأييد وتقوم على مقاييس معروفة كأفكار الرئيس الأميركي السابق كلينتون، مبادرة السلام العربية، رؤيا الرئيس الحالي جورج بوش ومبادرة جنيف.
في مقدمة الخطة، يشرح بيلين أنه رغم نفور الجمهور الإسرائيلي من الانسحابات الأحادية الجانب عقب حرب لبنان، فلا يزال هناك فهم بأن انسحاباً من الضفة الغربية يبقى مصلحة استراتيجية إسرائيلية على المدى البعيد. وبرأي بيلين، يوجد أمام أولمرت سؤال كيف يمكن تحويل خطته، التي في أصلها اتخذت كخطة أحادية الجانب، إلى خطة الجانب الفلسطيني كفيل بالموافقة عليها. ولهذا الغرض، فإن عليها أن تستجيب لمطالبهم الأساسية، وأهمها هو الوعد بأن تقرب الخطة الطرفين من حل النزاع.
مراحل الخطة الأربع
المرحلة الأولى والفورية: وقف النار ـ والتي في إطارها تنسحب إسرائيل من قطاع غزة وتوقف عمليات القتل فيه، كما تطلق سراح ممثلي حماس الذين اعتقلوا في 29 حزيران وسجناء آخرين. في المقابل، يوقف الفلسطينيون العنف ونار الصواريخ على إسرائيل ويحررون جلعاد شاليط. وتشرف الرباعية الدولية بقيادة الولايات المتحدة على تطبيق التزامات المرحلة الأولى وتؤكد تنفيذها. وفضلاً عن ذلك، تكرس الأسرة الدولية، بقيادة الرباعية، الموارد لنجاح الانسحاب.
المرحلة الثانية: الانسحاب من الضفة الغربية بعد أن يثبت الطرفان أنهما عملا على فرض النظام وأبديا التزاماً بوقف العنف. ويبارك الفلسطينيون تعهد إسرائيل بانسحاب واسع من الضفة الغربية حتى عام 2008. ويتم التنسيق حول الانسحاب بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية. عند إخلاء المستوطنين الإسرائيليين، يتم تقييم ممتلكاتهم العامة والخاصة وتؤخذ قيمتها في الحسبان عندما يتم التباحث حول قضية اللاجئين في إطار الحل الدائم. وفي هذه المرحلة تفرج إسرائيل عن عدد كبير من الأسرى.
المرحلة الثالثة: بعد أن تكمل إسرائيل الانسحاب، يكون في وسع الفلسطينيين الإعلان عن دولة فلسطينية، تعترف إسرائيل بها وبسيادتها على كل المناطق التي ليست في سيطرة الدولة العبرية، وتقرّ بأن تلك الحدود هي مؤقتة.
المرحلة الرابعة: مفاوضات على التسوية الدائمة، يفترض بأن تنتهي في غضون سنتين من استكمال انسحاب إسرائيل من الضفة. وتؤدي المفاوضات الى قيام دولة فلسطين الى جانب اسرائيل. الحدود تقوم على أساس حدود 1967 في ظل تغييرات تعكس الواقع الأمني أو الديموغرافي بموافقة الطرفين. القدس والمناطق اليهودية فيها تكون في سيادة اسرائيل. المناطق العربية تكون في سيادة فلسطينية ويتم توفير ترتيبات خاصة في البلدة القديمة وفي الحوض المقدس من أجل ضمان حق وصول حر للعبادة لكل الأديان. اللاجئون يمكنهم العودة الى دولة فلسطين، والعالم العربي يرى في ذلك نهاية النزاع.