يتواصل عصف الأفكار الإسرائيلي في محاولة للتوصل إلى حل لـ«مشكلة» صواريخ القسام التي عجزت كل وسائل البطش العسكرية عن معالجتها، بإقرار الجيش نفسه. وجديد الاقتراحات الإسرائيلية على هذا الصعيد يشمل البحث في تصفيح أسقف المنازل المحيطة بقطاع غزة، تقابله دعوة إلى رصد الموازنات المطلوبة لتطوير نظام اعتراض صاروخي، فيما لفتت دعوة من خارج طاولة المشاورات ترى في نشر قوات دولية في قطاع غزة الحل النموذجي لمعالجة هذه «المشكلة».واقترح الوزير الإسرائيلي من دون حقيبة، إسحاق كوهين، (من حزب شاس) أمس نشر قوة متعددة الجنسيات في قطاع غزة لمنع الفلسطينيين من اطلاق صواريخ على اسرائيل من هذه المنطقة. وقال كوهين للاذاعة الاسرائيلية: «حالياً لا حل عسكرياً لمشكلة القسام... ويجب التفكير في نشر قوة متعددة الجنسيات في المكان». وأضاف «هذا النموذج نجح في لبنان... خضنا حرباً هذا الصيف في لبنان وكان يطلق 180 صاروخ كاتيوشا يومياًً عى ارضنا. لم يتوقف ذلك الا بفضل القرار 1701».
ورأى كوهين ان الجيش الاسرائيلي «جيش قوي يجب ان يواجه تهديدات استراتيجية لا صواريخ قسام. لذلك من الافضل لاسرائيل ان تطرح هذه الفكرة».
وتأتي تصريحات كوهين غداة اجتماع أمني رفيع المستوى عقده رئيس الحكومة الإسرئيلية إيهود أولمرت، ضم وزراء ورؤساء بلديات محاذية لقطاع غزة، للبحث في سبل مواجهة صواريخ «القسام». وانقسمت وجهات نظر المجتمعين بين رأيين، يقول الأول بتحصين المباني السكنية في منطقة «غلاف غزة» (المنطقة المحيطة بالقطاع) والبالغ عددها نحو 8000 منزل في سديروت والنقب الغربي، وهو الرأي الذي يتبناه وزير الدفاع عامير بيرتس، فيما يدعو الثاني إلى تخصيص الأموال التي ستصرف على التحصين لتمويل تطوير منظومة اعتراضية للصواريخ قصيرة المدى كالقسام والكاتيوشا، وهو رأي المدير العام لوزارة الدفاع، الجنرال احتياط غابي أشكنازي.
ورأى بيرتس، خلال النقاش، أن تحصين المباني في المستوطنات ضمن شعاع عشرة كيلومترات من قطاع غزة سيحقق هدفين: تحسين مستوى الأمن الشخصي للمستوطنين، وإنشاء غرف آمنة من شأنها أن توسع مساحة المنزل «وتعطي السكان شعوراً بأن الدولة تحتضنهم». وأشار بيرتس إلى أن تحصين الغرفة في المنزل يكلف 120 ألف شيكل والتوجه هو لتحصين 8000 منزل بتكلفة 900 مليون شيكل (170 مليون دولار).
أما أشكنازي فشدد على أن رصد مبلغ بهذا الحجم في تطوير منظومات دفاعية ضد الصواريخ، سيجلب منفعة أكبر على مستوى النتائج.
(الأخبار، أ ف ب)