يحيى دبوق
قدم اللواء احتياط يورام يائير، أول من أمس، خلاصة التحقيق الذي أجراه عن عمل الفرقة 91 (فرقة الجليل) إبان العدوان على لبنان إلى هيئة الأكان العامة. وتكشف النتائج التي توصل إليها التحقيق إشكالية أساسية تتمحور حول طريقة التعاطي الذهني مع الحرب لدى وحدات الجيش كافة.
فبحسب التحقيق، «لم يتعامل الجيش الإسرائيلي مع المعارك في لبنان على أنها حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وإنما بقي يتعامل معها لفترة طويلة على أنها عمليات عسكرية جارية» ما أدى إلى مشاكل كثيرة أهمها أن الجيش لم «يحدد الغايات والأهداف المطلوبة للقتال، ولم يسع إلى تحقيقها بسرعة ووضوح».
أما في ما يتعلق بأداء الفرقة 91 بشكل محدد، فيتحدث التحقيق عن سلسلة طويلة من الإشكاليات، تبدأ بانعدام الوضوح في تحديد المهمات للوحدات العاملة تحت إمرتها، وبإجراء تغييرات على هذه المهام بوتيرة عالية «الأمر الذي شوّش على القوات وولد الانطباع لديها بأن المستويات القيادية تعيش البلبلة والتخبط، ما انعكس اهتزازاً بالثقة في القيادة»، وتمر
بغياب اللغة المشتركة لجهة صياغة الأوامر القتالية بين المستويات العاملة داخل الفرقة، ولا تنتهي بفقدان الانتظام والمثابرة في إدارة القوات كراً وفراً، ما انعكس تغييرات «مثيرة للدوار في وتيرة القتال لدى بعض الوحدات: فأحياناً جلسوا أياماً من دون أن يفعلوا شيئاً، وأحيانا طُلب إليهم التقدم مسافات بعيدة في غضون ساعات».
وتكشف نتائج التحقيق كذلك وجود فجوة كبيرة «بين التخطيط القيادي والتنفيذ الميداني»، ويصف طريقة إدارة قادة الألوية لوحداتهم «بالإخفاق الأكبر»، إذ يشير إلى أن معظم هؤلاء (6 من أصل 7) فضل المكوث داخل غرف العمليات خلف الحدود والتحكم بسير المجريات من هناك، على مواكبة القوات على الأرض «ما أضر بفهم الوضع الميداني وقدرة الوحدات على تنفيذ مهماتها».
وعلق ضابط رفيع المستوى على نتائج التحقيق بالقول «إن المشكلة الأساسية كانت تكمن في عدم استيعاب الفرق بين الأمن الجاري في الضفة والقطاع وبين الحرب»، مشيراً إلى ظهور «خلل مهني عسير لدى القادة الذين لم يكونوا يعرفون مناورات القتال الأساسية».
في هذا الوقت، أصدر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، دان حالوتس، أمراً بمواصلة التحقيق في إصابة البارجة الحربية من طراز «ساعر»، بصاروخ للمقاومة قبالة شواطئ بيروت. وكانت قد عُرضت قبل أيام نتائج أولية للتحقيق في القضية، وجدت أن ثغرة في المعلومات الاستخبارية، بين شعبة الإستخبارات العسكرية وسلاح البحرية، أدت إلى عدم استعداد طاقم البارجة بالشكل المناسب. وبناءً على أوامر حالوتس، سيعكف طاقم التحقيق على دراسة جوانب أخرى للحادثة.
وكانت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست خصصت أول من أمس جلسة مغلقة للاستماع إلى شهادات ضباط وجنود شاركوا في العدوان على لبنان. وأجمعت شهادات المقاتلين على مجموعة الإخفاقات التي عايشوها في الحرب، منها النقص في الدعم اللوجستي وفي التجهيزات القتالية المناسبة والعمل وفقاً لنظريات قتالية غير سليمة.