يحيى دبوق
مرّ أكثر من شهرين ونصف على العدوان الاسرائيلي على لبنان، ولا تزال سلسلة الفضائح والإخفاقات التي وسمت أداء الجيش الاسرائيلي في حربه البرية، تنكشف يوماًَ بعد يوم، آخرها إسقاط المروحيات الحربية الإسرائيلية شحنة سلاح «بالخطأ» على منطقة يسيطر عليها حزب الله في محيط قرية رشاف الحدودية، وإعطاء قائد لواء الإذن بقصف منزل كان هو نفسه فيه.
فقد اظهرت التحقيقات التنفيذية التي يجريها الجيش الاسرائيلي في نقاط الخلل خلال العدوان البري على لبنان، أن طائرة اسرائيلية أرسلت لإلقاء مؤن وأسلحة للقوات العاملة في قرية رشاف، ألقت خطأ صواريخ وقنابل يدوية مباشرة بين أيدي مقاتلي حزب الله.
ويروي جنود احتياط ممن خدموا خلال العدوان ضمن فرقة المظليين لصحيفة «معاريف» أنه «ضمن سياق إنزال فاشل في قرية رشاف بهدف احتلالها، وقعت سلسلة من نقاط الخلل اثناء القتال، سبق أن عرضت في التحقيقات التنفيذية التي اجريت في نهاية القتال». وأضافوا أن «طائرة من نوع هيركوليز ألقت رزمة تتضمن مئة صاروخ لاو قادرة على اختراق التحصينات، ونحو 500 قنبلة يدوية، في منطقة لا نسيطر عليها، وكان واضحاً أن فيها قوات للعدو».
وأوضح الجنود أن «السلاح ذهب سدىً، وأغلب الظن أنه وقع في ايدي حزب الله، ورغم أن التعليمات وصلت بعد وقت قصير وتأمرنا بالذهاب لجلب الرزمة لكونه من المحظور وقوعها في ايدي العدو، فإننا بالطبع لم نذهب الى هناك، ولا نعرف ما حل بالسلاح».
وروى الجنود قصة مثيرة جدّاً حصلت معهم في قرية رشاف وكادت أن تؤدي الى كارثة بالقوات الاسرائيلية. وقالوا «شخّصنا جنديين قرب احد المباني كانا يعتمران خوذتين تلمعان في الظلام، وفهمنا انهما مخربان، فأطلقنا النار عليهما لكن لم يصب اي منهما، عندها دخلا الى مبنى، فطلبنا الإذن بتوجيه مروحية حربية لقصف المبنى وحصلنا على الموافقة من قائد اللواء العقيد داني».
اضاف الجنود أن «المروحية لم تنجح في قصف المبنى من خلال الاشارة بالليزر بسبب خلل ما، عندها بدأت القوات ترشد المروحية، من خلال رقم المبنى، إلى الصورة الجوية، فصادق قائد اللواء على اطلاق النار، وكنا طوال الوقت نطلق النار على المبنى ويطلقون النار علينا منه، لكن في اللحظة الاخيرة رفعوا من المنزل خوذة حربية على فوهة بندقية، فتبيّن أن المبنى كان يغصّ بجنود الجيش الإسرائيلي».
وروى الجنود أن «قائد اللواء الذي أعطى الإذن بقصف المنزل وصادق بالخطأ للمروحية على اطلاق النار عليه، كان هو نفسه في المبنى».
وعن الإخفاقات التي مني بها الجيش الاسرائيلي ميدانياً، أضاف الجنود أنه «كان يفترض بالقوات الاسرائيلية أن تحتل قرية رشاف في غضون يومين، وأن الجنود واجهوا مقاومة طفيفة نسبياً، إلا أن المقاتلين وصلوا الى القرية واصطدموا بوضع مغاير، وطال الوقت لأكثر من أسبوع قبل احتلال القرية».