يحيى دبوق
أعاد الأسير السابق لدى حزب الله العقيد الحنان تننباوم، في مقابلة بثتها القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي أمس، سرد رواية أسره وحيثياتها، نافياً أن يكون قد دخل لبنان بإرادته ومشدداً على انه لم يكشف في التحقيق الذي أجراه معه محققــو حزب الله أي أسرار إسرائيلية.
وحاول تننباوم أن يثير مشاعر الجمهور الإسرائيلي وعاطفته بعد عرض فيلم "المقايضة الكبرى" على القناة نفسها على مدى اليومين الماضيين، في محاولة لمحو الانطباع الذي خلّفه الفيلم لدى الرأي العام الإسرائيلي تجاهه، بأن حزب الله استدرجه إلى لبنان رغم أنه يُفترض به، كضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، أن يكون أكثر حذراً وأقل سذاجة.
وقال تننباوم إنه "شيء فظيع أن تكون في أسر حزب الله، فأنت تنقطع عن العالم من دون رؤية أناس أحياء ومن دون نور أو نافذة في حجرتك، وتبقى طوال الوقت مقيّداً بالسلاسل في حجرة لا يزيد عرضها عن عرض الفراش".
أضاف إنه "لم يكن يعرف الليل من النهار، إلا أنه كان يستفيد من موعد الوجبات التي تلقاها لحساب الوقت"، مشيراً إلى أنه "كان هناك مصباح كهرباء في الحجرة على مسافة بعيدة مني، وما كنت أستطيع أن أذهب إلى المرحاضورد تننباوم على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي أكد أن الضابط الإسرائيلي وصل إلى بيروت بإرادته، بالقول "إنه كذب وبهتان، فأنا لم أسافر بإرادتي إلى بيروت".
وشدد تننباوم على إتقان وإجادة محققي حزب الله للغة العبرية. وقال، مشيراً إلى المقابلة التي أجرتها معه قناة «المنار» عشية إطلاق سراحه: "كان المحقق يجيد العبرية بشكل مذهل، وكأنه ترعرع في (شارع) شينكين (في تل أبيب)، أعطوني خمس صفحات مطبوعة باللغة العبرية من دون أي أخطاء، تضمنت أسئلة وأجوبة، ولا يمكنك أن تخرج (عن النص) يميناً أو شمالاً".
أضاف "أنا لم أكن أعرف أن المنار هي تلفزيون تابع لحزب الله".
وحاول تننباوم تشبيه نفسه برون أراد، وتحديداً من خلال المشهد الذي ظهر فيه في فيلم "المقايضة الكبرى"، بعدما وجه إليه المحاور سؤالاً عن الطيار الإسرائيلي المفقود، فقال: "لم أسمع باسم رون أراد، لكني رأيت صوره (في الفيلم) ولا أعرف إن كنت أبدو هكذا (في الأسر) إذ لم يكن لدي مرآة، إلا أنني كنت مع لحية وشعر كثيف غير مسرّح".
وأعرب تننباوم عن اعتقاده بأن حزب الله سيهتم جيداً بالأسيرين الإسرائيليين الموجودين في حوزته. وقال "بحسب رأيي، فإن حزب الله منظمة عقلانية، ويعرف أن الجثث لن تجلب له شيئاً، (وبالتالي) سيحرص عليهما ويطعمهما".