محمد بدير
بعد إخفاق الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وجهاز الموساد، في تسجيل أي اختراق أمني يُذكر لصفوف حزب الله وبناه المدنية والعسكرية والقتالية، برز إخفاق إسرائيلي أمني مزدوج تمثل في نجاح هذا الحزب في اعتراض الرسائل السرية العسكرية المرسلة عبر جهاز" البيبر" من جهة، وفشل الاستخبارات الإسرائيلية في معرفة امتلاكه مثل هذه القدرة والإمكانية، واستخدامها عملياً والاستفادة منها، من جهة ثانية.
في هذا المجال، فإن أحد دروس العدوان بالنسبة إلى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرار بالتوقف عن استخدام جهاز استقبال الرسائل النصية "بيببر"، والبدء بإرسال الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة، التي يقول الخبراء إن بالإمكان أيضاً اختراقها واعتراضها.
وبحسب «معاريف»، فقد استنتجت شعبة الاستخبارات العسكرية وجود أجهزة لدى حزب الله شبيهة بالتي تستخدمها وحدات التنصت والإشارة في الجيش الإسرائيلي، وأن حزب الله استطاع منذ فترة طويلة اعتراض رسائل "البيبر" السرية من قيادة المنطقة الشمالية إلى ضباط الجيش وضباط الأمن وضباط الأمن في البلدات. وبذلك جمعت وحدة التنصت والإشارة في حزب الله معلومات حول نشاط الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن في وقتها الفعلي.
ونقلت الصحيفة عن أحد ضباط الأمن قوله "نتحدث عن معلومات حساسة حول محاولات تسلل، وتحذيرات ونشاطات عسكرية". أضاف "من كان يصدق أن لدى حزب الله قدرة على معرفة ما يكتب على جهاز البيبر الخاص بنا؟ مجرد التفكير في ما عرفوه عنا في الوقت الفعلي، يسبب لي القشعريرة. وقد قال لي البعض في الجيش إن اعتراض رسائل البيبر هو أسهل ما يمكن".
وفي رد على المشكلة المعلوماتية التي ظهرت، بدأ الجيش الإسرائيلي بتشغيل غرف إدارة حرب خاصة تعمل على مدار الساعة، وتقوم تلك الغرف بإعلام ضباط الأمن بالتطورات بواسطة الهاتف.
وقال أحد ضباط الأمن "الآن يتصلون بي، ولكن بعد التفكير، فإن كل جهاز استقبال يمكنه أن يحلل المكالمة الواردة إلى الهاتف النقال، وما الفرق؟". أضاف "ما فهمته، أن في غرف إدارة الحرب التابعة لحزب الله معدات إلكترونية من صنع إيران يمكنها التنصت أيضا على أجهزة الهواتف النقالة التابعة للضباط في القطاع". واستطرد «يجب ألاّ نطمئن، ويجب تحويل كل الأجهزة التي تستخدم للأهداف المدنية إلى أجهزة مشفرة، ومن المفضل الإسراع في ذلك". أضاف "في الوقت الحالي يشتكي السكان من أنهم يتلقون رسائل تحذير وإنذار من عمليات تسلل بواسطة الإنترنت والراديو، ليس فقط في القطاع الذي أخدم فيه بل في قطاعات أخرى".
وقد أكد جيش الاحتلال توقفه عن استخدام جهاز الرسائل النصية "البيبر" وعن إرسال الرسائل من غرف الحرب إلى ضباط الأمن، ويقوم بدلاً من ذلك بإجراء مكالمات هاتفية خشية اعتراضها.