يحي دبوق
رغم مرور أسبوعين على استقالة قائد المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، الجنرال أودي آدم، لم يتمكن وزير الدفاع، عمير بيرتس، وقائد هيئة الأركان العامة، دان حالوتس، من إيجاد أو الاتفاق على بديل يتولى هذا المنصب.

ويعود ذلك إلى قرار بيرتس عدم منح حالوتس القرار الأخير بشأن التعيينات، وتدخله في التفاصيل الدقيقة حول المرشحين لتولي المنصب، وإجرائه لقاءات ومشاورات عديدة حول الموضوع مع ضباط من هيئة الأركان العامة.
غير أن المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، زئيف شيف، رأى أن هناك تخبطاً يشير الى التراجع النوعي في قيادة الجيش.
وكان ادم طلب من بيرتس وحالوتس، في رسالة إليهما، تعيين بديل منه في أقرب وقت ممكن لأنه ينوي الاستقالة من الجيش. وحاول بيرتس وحالوتس إنهاء الموضوع قبل عيد رأس السنة العبرية وتعيين قائد جديد للمنطقة، ولكن الأمور لم تجر كما اشتهياها.
ويسعى حالوتس إلى تعيين غادي آيزنكوط، الذي يشغل اليوم منصب رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة، بدلا من آدم. ولكن المرشح الأكثر قبولاً لدى بيرتس هو قائد المنطقة الجنوبية، يوآب غالانت، الذي يقول وزير الدفاع عنه إنه سيتمكن من الاستفادة من تجربته في المنطقة الجنوبية في المنصب الجديد.
ورغم أن كلاً من بيرتس وحالوتس يتفقان على أن هذا التعيين على قدر كبير من الأهمية وله تأثير في ما يتعلق "بإعادة تأهيل الجيش بعد الحرب على لبنان والاستعداد لمواجهة مستقبلية"، إلا أنهما لم يتفقا على شخصية تتولى المنصب.
وأوضح شيف أن أهمية تعيين قائد لهذه المنطقة توازي تقريباً تعيين رئيس لأركان الجيش، كونه يفترض أن يقود خلال الحرب فرقاً عدة، وسيكون عليه الوقوف في وجه أعداء مثل الجيش السوري، وحزب الله والتدخل العسكري الإيراني. كما عليه أن يكافح عمليات تهريب الأسلحة الذكية لحزب الله.
وركز شيف أيضاً على أن أهمية هذه القضية تتجاوز مسألة تعيين قائد للمنطقة بل تتعلق أيضاً بإدارة الحرب. وأشار الى أن وضعاً غريباً تشكل حالياً في الجيش؛ فبسبب هذا التأخير، يطلب الجنرال المستقيل البقاء في هذه الأثناء في منصبه الى حين العثور على بديل ملائم. ويبدو أن هذه المماطلة ليست بلا معنى، بل ترتبط بالتراجع النوعي في قيادة الجيش.
ورأى شيف أن التخبط في تعيين قائد المنطقة الشمالية بديلاً للجنرال ادم يشير، من ضمن ما يشير، إلى الصعوبات في ايجاد شخصية ملائمة لملء هذا المنصب المركزي.