يحيى دبوق
بيريز: دول عربية عديدة أرادت خسارة حزب الله

استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وقوع مواجهة عسكرية جديدة مع حزب الله في الأمد القريب، مشيراً إلى أن اسرائيل لن تقدم على إطلاق النار على المتظاهرين على الحدود مع لبنان «إلا إن كانوا مسلحين»، فيما ألمح الى أنه التقى فعلاً أحد أفراد العائلة المالكة السعودية.
وقال أولمرت، في حديث إلى الإذاعة العامة الإسرائيلية أمس، إن «احتمالات انجرار حزب الله في الأمد القريب الى مواجهة عسكرية شاملة، مثل تلك التي شهدناها هذا الصيف، ضئيلة للغاية»، مشدداً على أن «الواقع تغير وحزب الله يعرف ذلك جيداً».
ورأى أولمرت أن الإيرانيين قد يسعون إلى تسخين الجبهة مع لبنان. وقال «لا أستبعد أن يسعى الإيرانيون، وبدرجة أقل، السوريون، إلى تحريك حزب الله، وقد يكون علينا أن نتوقع إخضاعنا لاختبار».
وعلّق أولمرت على التظاهرات المؤيدة لحزب الله على الحدود قائلاً إن «الجيش الإسرائيلي لن يقدم على فتح النار على اللبنانيين المتظاهرين، إلا اذا كانوا مسلحين»، موضحاً أن «الذين تظاهروا في الأيام الأخيرة رافعين أعلام حزب الله لم يكونوا مسلحين».
وسعى أولمرت إلى الدفاع عن مواقفه والرد على الأصوات الإسرائيلية التي ترى أن قوة الردع الإسرائيلية قد تراجعت في أعقاب الحرب، فأصر على أن «الحرب غيرت الوضع في جنوب لبنان نحو الأفضل، وقوتنا على الردع لم تنخفض، إنما ارتفعت، وحققنا الأهداف التي وضعناها في بداية الحرب».
ورد أولمرت، الذي يواجه انتقادات سياسيين إسرائيليين يتهمونه بالخضوع للولايات المتحدة ووضع إسرائيل في خدمة مصالح الأميركيين، أن "المسألة تتعلق بمصالح إسرائيلية بحتة"، مشددا على الربط بين مصلحته ومصلحة الأميركيين. وقال إنه "يمكن الاعتقاد أن أميركا تواجه مشكلة مع الإرهاب، وربما هذه مشكلتي قبل كل شيء، والحمد لله على أن (الرئيس الأميركي) جورج بوش يقف بصلابة وإصرار ومنتصباً ضد الإرهاب"، واصفاً بوش بأنه "أكبر أصدقاء إسرائيل، رغم أن هناك من يتهم الولايات المتحدة بأنها هي التي تخدم مصالحنا".
وتعليقاً على الأنباء التي راجت في اليومين الماضيين حول لقائه مسؤولاً سعودياً، ألمح أولمرت الى أنه «التقى أخيراً أحد أعضاء العائلة الحاكمة في السعودية».
وقال «لنقل إننا قررنا بشأن هذا الموضوع أن أقوم بالنفي، ولستم مجبرين على تصديقه»، لكنه أضاف «أما بشأن المواضيع الأخرى فعليكم تصديق كل نفي أصدره».
أما نائب رئيس الحكومة شمعون بيريز فرأى من جهته أن الحرب على لبنان «كانت تجربة جديدة بالنسبة إلينا، وهي مختلفة عن الأزمات السابقة، وعمدنا الى اتباع تكنولوجيا جديدة ضد الإرهاب، لأن جيشنا نظامي لا يمكن أن يطارد حفنة من الإرهابيين بالدبابات والمقاتلات، وصارت هذه التكنولوجيا متوافرة لدى اسرائيل لاستخدامها في التعامل مع حماس وحزب الله».
واتهم بيريز، في إطار محاضرة ألقاها في المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن، «إيران بالوقوف وراء الحرب الأخيرة على لبنان»، مشدداً على أنها تعمل على «إمعان هيمنتها على العالمين العربي والإسلامي، وخدمة طموحاتها غير المحدودة في امتلاك السلاح النووي وتحويل حزب الله الى سلاح في أيديها تستخدمه لإنهاء الهيمنة المسيحية في لبنان».
وأشار بيريز إلى سعي دول عربية لضرب حزب الله خلال الحرب، وقال إن «العديد من الدول العربية أرادت أن يخسر حزب الله الحرب، وهي ترفض تحويل لبنان الى مقاطعة إيرانية، لكنها لا تملك القوة أو القدرة على التعبير عن ذلك بصوت مرتفع».