رغم سيطرة القوات العراقية على معظم المقطع الشرقي من مدينة الموصل، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من انطلاق عمليات «قادمون يا نينوى»، فإن القوات تواصل عمليات ملاحقة مسلحي تنظيم «داعش» في آخر جيوبهم مع إعلان بغداد «استعادة كامل المقطع من قبضة التنظيم».
وفيما يترقّب المتابعون إعلان «الساعة الصفر» للدخول إلى المقطع الغربي، فإن القوات الموجودة في المقطع الشرقي عملت في الأيام الماضية على تثبيت نقاطها، وتقديم «استراحة مقاتل» لعناصرها، تحضيراً للمرحلة القادمة، فيما عملت الفرق اللوجستية في القوات العراقية على إنهاء التحضيرات لما قبل عمليات «الساحل الأيمن».
وأعلنت وزارة الدفاع، أمس، أن «مفارز المعالجة التابعة للهندسة العسكرية استكملت الاستعدادات لنصب الجسور التي تربط الساحلين الأيسر بالأيمن لمدينة الموصل». وقال مدير الهندسة العسكرية الفريق حاتم المكصوصي، إنه «تم استكمال جميع الاستعدادات الهندسية والفنية لتهيئة ونصب الجسور التي تربط الساحلين، نتيجةً لتدمير الجسور الرئيسية فيها بفعل العصابات الإرهابية». وأوضح أن «مفارز المعالجة وكتائب الهندسة المنتشرة في قواطع العمليات تقوم برفع العبوات الناسفة وتطهير الدور المفخخة والمنشآت الحيوية في مناطق آثار النمرود، والحمدانية، وكوكجلي، ومناطق أخرى في الساحل الأيسر».

اتهم «الحشد»
قوات النجيفي و«البشمركة» بتهريب مسلحي «داعش»



ورغم إشادة حكومة بغداد، رئيساً ووزراء بما حقّقته القوات في الأيام الماضية، إلا أنها تصف الإنجاز بـ«منتصف الطريق» في معركة الموصل، وقف تعبير مصدر حكومي فيها، ذلك أن معركة المقطع الغربي ستكون «حُكماً أصعب بكثير من تلك التي جرت في المقطع الشرقي». ورجّح وزير الخارجية إبراهيم الجعفري انتهاء المعركة خلال «الأشهر القليلة المقبلة في أقصى حدّ»، وخصوصاً مع تقاطع معلومات تؤكّد بناء «داعش» لـ«دفاعات واستحكامات قويّة غربي نهر دجلة».
وتأتي المرحلة المرتقبة اختباراً لوعود الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بتقديم مساعدات للعراق ودعمه في حربه على الإرهاب. وقال السفير الأميركي في بغداد دوغلاس سيليمان، أمس، إن «الرئيس الأميركي يرغب في التعاون مع العراق لهزيمة داعش»، لافتاً إلى أن «التعاون العسكري والأمني مع الحكومة العراقية يعتمد على رغبتها بإدامة التعاون مع الحكومة الأميركية». وأضاف ان «الهدف الرئيسي لواشنطن هو هزيمة داعش»، إذ «تمحور حديث رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع الرئيس ترامب حول التزام الأخير في مواجهة داعش».
في المقابل، فإن انحياز مسلحي «داعش» باتجاه غربي دجلة، ليس إلا «استعداداً لاستنزاف جديد»، وفق مصدرٍ متابع، ذلك أن «العملية الماضية استمرّت أكثر من المتوقّع»، بالتوازي مع معلومات تشير إلى إعادة التنظيم بناء بعض نقاطه وتدمير أخرى يمكن أن تستفيد منها القوات في غربي النهر. ونقلت مواقع عراقية، أمس، أن مسلحي «داعش» فجّروا أكبر فندقٍ غربي الموصل، في «محاولة لتدميره ومنع القوات العراقية من استخدامه كنقطة إنزال أو قاعدة في هجومها لاستعادة المدينة»، وفق تعبيرها.
في المقابل، فإن بعض القيادات الميدانية ترى في انحياز «داعش» وانسحابه ليس إلا «تهريباً مقابل مبالغ مالية» من قبل بعض القوى العاملة في الميدان الموصلي. واتهم القيادي في «الحشد الشعبي» جواد الطليباوي، أمس، «قوات البشمركة» الكردية، و«حرس نينوى» (التابع للمحافظ المقال أثيل النجيفي) بتهريب عناصر «داعش» إلى سوريا، مقابل مبالغ مالية. وقال الطليباوي إن «قوات حرس نينوى، والبشمركة الكردية سمحت لعناصر داعش بالهروب إلى الأراضي السورية عبر تل سينو، مقابل إعطائهم مبالغ مالية»، مشيراً إلى أن «غالبية الهاربين يحملون جنسيات عربية وأجنبية».
في موازاة ذلك، تواصل القوات عملياتها العسكرية شرقي دجلة، إذ أعلن قائد «عمليات قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير يارالله، تحرير حيّي الملايين والبناء الجاهز، في المقطع الشرقي لمدينة الموصل، بالتوازي مع استعادة القوات الأمنية سيطرتها على طريق دهوك ــ الموصل، عقب مواجهات ضد مسلحي «داعش».
وحقّقت القوات تقدّماً آخراً باستعادة قرية القوسيات، شمالي الموصل، من قبضة «داعش»، في وقتٍ يواصل فيه «الحشد الشعبي» شقّ الطرق وبناء السواتر الأمامية غربي الموصل، استعداداً منه لبدء المرحلة السادسة من عمليات استعادة المحور الغربي لمحافظة نينوى. وفي السياق، أكّد الطليباوي أن «فصائل الحشد على أتم الاستعداد للمرحلة السادسة»، مشيراً إلى «أننا بانتظار الساعة الصفر لبدء المعارك».
(الأخبار)