تنعقد في العاصمة القطرية الدوحة اليوم «قمة» فلسطينية ــ فلسطينية تجمع الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» بهدف تعزيز المصالحة، وذلك بعد يومين من إعلان القيادي الحمساوي موسى أبو مرزوق أن حركته عازمة على المنافسة في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحماس، إن الحكومة المقبلة التي اتفق على تشكيلها مع فتح «حكومة خدماتية وليست سياسية»، مؤكداً بدء محادثات تشكيلها هذه الأيام، على أن يكون إعلان تشكيلها خلال خمسة أسابيع. وأضاف، خلال جلسة نظمها «بيت الصحافة» في غزة السبت، أن «المجلس التشريعي سيعمل بكامل نصابه بعد هذا الشهر، كما ستُعقد جلسات حوارية في القاهرة لدراسة العقبات وكيفية تشكيل المجلس الوطني».

أما عن مشاركة «حماس» في الانتخابات الرئاسية، فأشار إلى وجود عوائق في إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، لكنه أبدى إصرار حركته على إجرائهما بالتزامن، معقباً: «اتخذنا قراراً بالمشاركة في كل الانتخابات، لكننا لم نحدد نهائياً الترشح للرئاسة... مع ذلك، فإننا غالباً لن نعتذر عن المشاركة».
وكان عضو آخر في المكتب السياسي للحركة هو خليل الحية قد قال إن حركته تنوي المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة بترشيح أحد أعضائها أو دعم مرشح وطني.
وأضاف في تصريحات متلفزة الأسبوع الماضي أن «حماس بدأت تجهيز نفسها للانتخابات المقبلة وفعّلت لجنة الانتخابات داخلها».
ورغم أن حماس أصدرت بياناً رسمياً نفت فيه اتخاذ قرار رسمي بالمشاركة في الرئاسيات، تشير التصريحات المتوالية من مستويات عليا فيها بوضوح إلى نيّة المشاركة في أعلى هرم السلطة الفلسطينية التي تحتضن منطقة المقاطعة في رام الله المبنى الرئاسي لها.
ويطرح وصول حماس إلى سدة السلطة في حال فازت في الانتخابات تساؤلات عميقة عن طبيعة علاقتها مع إسرائيل بناءً على أن السلطة أُنشئت وفق اتفاق سلام مع منظمة التحرير عرف باسم أوسلو. هنا يعلّق عضو المكتب السياسي بالقول: «لا مجال للاعتراف بالاحتلال حالياً أو مستقبلاً، ولا علاقة لنا بتصريحات القيادات الإسرائيلية التي تهدد حماس تارة وتبدي الاستعداد لمفاوضتها تارة أخرى.. هذا كله خارج حساباتنا». أبو مرزوق تحدث عن مصير القوى الأمنية التي كانت سبباً رئيسياً في الانقسام الفلسطيني والاشتباك الداخلي عام 2007، موضحاً أنها ستبقى على حالها في غزة والضفة حتى التوافق على تشكيلة جديدة برضا دولي وعربي. وتابع أن «القوى الأمنية في القطاع ستكون مضرب مثل بعمل راق بتسليمها كل المقار الأمنية والإمكانات للحكومة الانتقالية».
ورحّب بعودة عباس إلى غزة قائلاً: «إن أراد أبو مازن بيته في غزة فأهلاً وسهلاً به.. يجب أن نغير منهجنا في رؤية القضايا وأن نخرج بنصف انتصار أفضل من ألا نخرج بأي انتصار» ، مضيفاً: «المفروض أن نعقل ونقتسم الكعكة، فهذا أفضل من أن نخبصها بأقدامنا، كذلك يجب الابتعاد عن المعادلة الصفرية التي لا نستفيد منها، علماً بأننا تعاملنا بسياسة معاوية حتى لا تنقطع الشعرة مع فتح».
بالتزامن مع ذلك، نقلت مصادر فلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة اليوم من أجل تعزيز عملية المصالحة وتطبيقها.
يذكر أن عباس ومشعل أبرما في شباط 2012 اتفاقاً أطلق عليه «إعلان الدوحة» ونصَّ على أن يتولى الأول رئاسة حكومة انتقالية توافقية تشرف على إجراء الانتخابات إلى جانب مهماته الحالية، لكن الحية أوضح أنه تبين في اللقاءات الأخيرة صعوبة أن يشرف الرئيس على الحكومة المقبلة خاصة مع التحديات التي يمكن أن تواجهها، مستدركاً: «سنتفق على رئيسها إذا لم يرغب عباس في رئاستها».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)