أعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس أن المشاورات السياسية لـ«مراجعة توافقية للدستور»، ستبدأ في حزيران المقبل، على أساس وثيقة أنجزتها مجموعة خبراء العام الماضي، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وقال بوتفليقة، خلال اجتماع لمجلس الوزراء: «في منتصف أيار، ستُرسَل مقترحات مجموعة الخبراء إلى الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، ثم سيُدعى الأطراف إلى لقاءات برئاسة الجمهورية مطلع حزيران المقبل، لعرض ومناقشة آرائها وتعقيباتها، وربما اقتراحاتها البديلة لاقتراحات اللجنة التي يكون لها ما يكفي من الوقت لدراستها».
وأوضح بوتفليقة أن «مراجعة الدستور محطة مهمة في حياة الأمة»، داعياً «الشخصيات والأحزاب السياسية والمنظمات إلى أن تسهم في الورشة ذات البعد الوطني».
وكان بوتفليقة قد شكّل لجنة من خمسة خبراء قانونيين لوضع مشروع تمهيدي لتعديل الدستور في 7 نيسان 2013، قبل عشرين يوماً من إصابته بجلطة دماغية ونقله للعلاج في فرنسا لمدة ثلاثة أشهر.
وأنهت هذه اللجنة عملها في ايلول وقدمت تقريرها لرئيس الجمهورية، بحسب رئيس الوزراء عبد المالك سلال.
من جانب آخر خفضت الجزائر مستوى مشاركتها في اجتماع الدورة الـ32 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي، المقرر بالعاصمة المغربية، الرباط، يوم غد الجمعة.
وسيترأس الوفد الجزائري، الأمين العام لوزارة الخارجية، عبد الحميد سنوسي، بدلاً من وزير الخارجية، رمطان لعمامرة أو نائبه المكلّف الشؤون المغاربية والأفريقية عبد القادر مساهل، بحسب المتحدث باسم الخارجية الجزائرية، بن علي شريف.
ولم يوضّح شريف سبب خفض تمثيل الجزائر في هذا الاجتماع، غير أن الأمر يبدو له علاقة بالتوتر الذي تشهده علاقات البلدين.
وشهدت العلاقات الجزائرية - المغربية توتراً خلال الأشهر الماضية، وصلت حد استدعاء السفراء، بداية بحادثة اقتحام مقر القنصلية الجزائرية في الدار البيضاء في تشرين الثاني الماضي، ووصولاً إلى قضية اللاجئين السوريين على حدود البلدين مطلع السنة الجارية.
واتهمت المغرب الجزائر بترحيل لاجئين سوريين إلى الحدود المشتركة بين البلدين، واعتبرته تعمداً لترحيلهم في اتجاه أراضيها، وهو ما نفته الجزائر.
إلى ذلك، أكد مجلس الوزراء الجزائري أمس أن الجيش قتل عشرة إسلاميين مسلّحين من أصول تونسية وليبية ومالية، حاولوا التسلل الاثنين إلى الأراضي الجزائرية عبر الحدود المالية في تيين زواتين في ولاية تمنراست (2000 كلم جنوب الجزائر).
وجاء في بيان أول مجلس وزراء يعقده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للحكومة الجديدة أنه «أبلغ مجلس الوزراء أن العملية الناجحة التي قام بها الجيش الوطني قبل يومين (الاثنين) في منطقة تين زواتين، تم خلالها منع محاولة تسلل لمجموعة إرهابية مسلحة جيداً، عناصرها من أصول مالية وليبية وتونسية» بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وأوضح البيان أن العملية التي أدت الى قتل عشرة مسلحين «ما زالت متواصلة».
(أ ف ب، الأناضول)