صاروخ «كورنيت» مضاد للدروع، أطلق أمس في اتجاه آلية إسرائيلية على الحدود في الجولان السوري المحتل. الآلية دمرت وسقط قتيل وجريحان. جيش الاحتلال أكد أنّ الحادث «عمل تخريبي مقصود»، ورد باستهداف تسعة مواقع تابعة للجيش السوري.
وأشار الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان نشره على موقعه على الإنترنت، إلى أنّه في موازاة التوتر الأمني في الضفة الغربية، جاء الحدث الأمني على الحدود الشمالية ليشغل القيادة العسكرية الإسرائيلية، حيث قتل إسرائيلي وأصيب آخران بجروج طفيفة، جراء انفجار شاحنة تابعة لشركة مقاولة كانت تقوم بأعمال البنية التحتية لحساب وزارة الدفاع عند السياج الأمني مع سوريا، لافتاً إلى أن سلاح المدرعات أطلق قذائف مدفعية في اتجاه الأراضي السورية، رداًَ على العملية.
وفيما اكتفى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو بتعليق محدود ومن دون إطلاق تهديدات، وشدّد على أن «أعداء إسرائيل لا يوفرون وسيلة لمهاجمة المدنيين وقتل الأولاد، وهم لا يفرقون بين مواطنيها اليهود وغير اليهود»، أكدت مصادر أمنية رفيعة للقناة الأولى العبرية أنّ الجيش الإسرائيلي يرى أن المهمة الأساسية في هذه المرحلة هي العمل على إطلاق المخطوفين في الضفة الغربية، ومن هنا لا يريد الجيش العمل على ثلاث جبهات «رغم أن التقدير يكاد يؤكد بأن الجيش السوري وحزب الله هما المسؤولان عن إطلاق الصاروخ».
وأشار مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة «جيروزاليم بوست» إلى أنّ قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي سمحت برد محدود، عبر قذائف الدبابات على مواقع تابعة للجيش السوري، إلا أن المراسل نقل عن مصادر عسكرية أخرى قلقها من أن الرد المحدود على «عمل عدائي» لم يسبقه استفزاز من قبل إسرائيل، سيؤدي الى تشجيع مطلقي «الكورنيت» على مزيد من الضربات، وهو ما يفسر مواصلة البحث والتقييم لدى الجيش في توسيع الرد، وربما ضرب مواقع وأهداف أخرى تابعة للجيش السوري.
في المقابل، أكد مراسل القناة العاشرة أنه «في حال التأكد استخبارياً بأن حزب الله والجيش السوري مسؤولان عن إطلاق الصاروخ في الجولان، فهذا يعني أن إسرائيل لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، وبالتالي فقد يتوسع الرد لتثبيت قواعد اللعبة وإفهام الطرف الثاني بأن إطلاق صواريخ كورنيت وسقوط قتلى في الجانب الإسرائيلي، مسألة لا يمكن أن تمر بلا ردود».
وبالفعل، بعد منتصف ليل امس، صدر عن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بيان اكد فيه توسيع الرد الابتدائي على صاروخ الكورنيت، واستهداف تسعة مواقع تابعة للجيش السوري، تشمل مقرات ومرابض مدفعية، مشيرا الى تسجيل اصابات مباشرة ودقيقة في هذا المواقع. وبحسب البيان العسكري الاسرائيلي، يعد اطلاق صاروخ الكورنيت من الجانب السوري، الاعتداء الاخطر والاكثر استفزازا في الاشهر الاخيرة ضد الجيش، وفي هذه المنطقة على وجه الخصوص.
وفي موازاة الرد، الابتدائي الاول واللاحق، تقدمت تل أبيب بشكوى ضد سوريا لدى مراقبي الأمم المتحدة في الجولان (الأندوف)