سلّمت جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) مقرّاً عسكرياً في محافظة عمران إلى الجيش اليمني ضمن استعدادهم للانسحاب من المحافظة التي سيطروا عليها قبل أسبوع، في خطوة تأتي ضمن تسوية عُقدت مع وزارة الدفاع، وبعد دعوة وجهها مجلس الأمن الدولي. وفيما يبدو قبول الحوثيين بتسوية مع حكومة صنعاء مفاجئاً، تؤكد الجماعة أن هدفها من السيطرة على عمران أُنجز مع «تطهيرها من التكفيريين»، ما يجعل الانسحاب وتسليم المقر العسكري للجيش أمراً طبيعياً.
وبدأت كتيبة عسكرية تابعة للجيش اليمني بتسلم مقر اللواء 310 التابع للجيش اليمني بعد أيام من سيطرة الحوثيين عليه في محافظة عمران.
وأعلن المتحدث باسم جماعة «أنصار الله» محمد عبد السلام أن الجماعة أعادت معسكراً للجيش إلى الحكومة اليمنية «في محاولة لنزع فتيل التوتر الناجم عن استيلائها على عمران» القريبة من صنعاء. وكان عبد السلام أكد أنه مع انتشار الجيش في المدينة «لن يعود ثمة سبب لوجود الحوثيين فيها»، موضحاً أنه «تم تطهير عمران من التكفيريين»، في إشارةٍ إلى أنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمون).
من جهته، أعلن عضو المكتب السياسي لجماعة «أنصار الله» حسين العزي أنه تم اتخاذ جميع الإجراءات لتسهيل تسليم المقر إلى الجيش، معلناً أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تفاهمات تم التوصل إليها مع السلطات الرسمية.
وفي السياق، أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مساء أول من أمس، قادة عسكريين في منطقتي حضرموت (جنوب) وعمران (شمال) على خلفية الأحداث الأخيرة التي جرت فيهما.
في حضرموت، صدر قرار جمهوري بتعيين عبد الرحمن عبدالله الحليلي قائداً للمنطقة العسكرية الأولى وقائداً للواء (37) مدرع، خلفاً للقائد السابق محمد عبدالله الصوملي.
وفي عمران، صدر قرار بتعيين محمد يحيى الحاوري قائداً للمنطقة العسكرية السادسة، وخلفاً للواء الركن محمد علي المقدشي.
وفي وقتٍ سابق، دعا مجلس الأمن الحوثيين إلى الانسحاب من عمران، مجدداً إعلان دعمه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وعملية الانتقال السياسي في هذا البلد. وفي بيان صدر بالإجماع، توعدت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس بفرض عقوبات محددة بحق «من يعرقل هذه العملية الانتقالية»، طالبةً من خبرائها «الإسراع» في تقديم اقتراحات في هذا الصدد.
وقبل إعلان الحوثيين انسحابهم من عمران، كانت الطائرات اليمنية تواصل لليوم الثامن على التوالي شنّ غارات استهدفت تجمعات المسلحين في المحافظة.
على صعيدٍ آخر، شهدت محافظة الجوف المحاذية للحدود مع السعودية، أمس، اشتباكات بين الجيش اليمني ولجان الدفاع الشعبي من جهة، ومسلحين حوثيين من جهة أخرى.
وأكد مدير أمن محافظة الجوف محمد العديني أن «شخصاً من لجان الدفاع الشعبي قتل، وأصيب منهم 7 في اشتباكات اندلعت خلال الساعات الماضية مع مسلحين حوثيين في منطقتي الصفراء والغيل في محافظة الجوف». وأضاف العديني أن «عدداً أكبر من المسلحين الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح، من دون وقوع ضحايا في صفوف الجيش»، مشيراً إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة بين الطرفين. وتكمن أهمية الجوف في قربها من محافظة مأرب التي تقع فيها حقول النفط والغاز في البلاد.

(الأناضول، أ ف ب، رويترز)