القاهرة | مع ازدياد الحديث عن الدور المصري في ليبيا، ومساهمتها في مواجهة الإسلاميين في طرابلس، برزت زيارة رئيس الأركان الليبي الجديد اللواء عبد الرازق الناظوري للقاهرة الأسبوع الماضي ولقاؤه وزير الدفاع المصري صبحي صدقي، ورئيس الأركان محمود حجازي.
وفيما لم يصدر أي بيان رسمي عن الملفات التي بحثت خلال زيارة الناظوري، كشفت مصادر لـ«الأخبار» أن مستقبل ليبيا وإعادة تأهيل وبناء الشرطة والجيش الليبي وتأمين الحدود كانت من أهم الملفات التي طرحت خلال المباحثات الليبية المصرية، وأنه تم الاتفاق على أن تلعب مصر دوراً في هذه العملية. ولفتت المصادر التي شاركت في المباحثات الى أن الزيارة هدفت إلى إعادة رأب الصدع في العلاقات التي تصدعت أخيراً بين البلدين بسبب الفوضى الأمنية في ليبيا.
وأضافت المصادر إن «مكانة مصر كدولة قوية ذات قيادة متميزة ومكانة استراتيجية تسمح لها بإعادة تصحيح الأوضاع في المنطقة بأكملها، وليس ليبيا فقط»، لافتاً إلى أن «الوفد الليبي أعلن استعداده لتقبل التدخل المصري في الشؤون الليبية لحل الأزمات الواقعة بها حالياً وإنقاذ الشعب الليبي من الإرهاب».
وأوضحت المصادر أن «هذه الاتفاقات تكللت بزيارة رئيس وفد البرلمان الليبي، عقيلة صالح العبيدي ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي». وشددت مصادر عسكرية على أن «فكرة تدخل مصر عسكرياً في ليبيا لن تجدي، وخاصة أن غالبية القبائل الليبية لا تزال تسعى إلى رأب الصدع في ما بينها، وأنها تمتلك القوة للدفاع عن أراضيها، وأن هذه القبائل مسلحة ولديها كفاءات مدربة عسكرياً وعلى أعلى مستوى من الكفاءة والمهارة». وشددت المصادر لـ«الأخبار» على أن «خطورة التدخل العسكري في ليبيا تأتي لعدم وجود جيش ليبي مجهز ولديه تشكيل قادر على مواجهة الجماعات المسلحة والتي لا تتعامل بمنطق الحرب النظامية، ولكنها تقوم بعمليات عشوائية، وهو الأمر الذي يحمل خطورة كبيرة على رجال الجيش المصري». وكشف المصدر أن «دور مصر حيال ليبيا في الفترة المقبلة هو إعادة بناء جهاز الشرطة ومؤسسة الجيش الليبي حتى يستعيد البلد عافيته».
وفي سياق متصل (رويترز، الأناضول)، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من «مغبة التدخل الدولي» في ليبيا، معرباً عن دعمه للبرلمان الجديد الممثل للإرادة الشعبية.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية إيهاب بدوي في بيان، عقب لقاء السيسي مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الموجود في القاهرة للمشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب، ورئيس الاستخبارات السعودية خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أن السيسي أكد خلال الاجتماع «حرص مصر على تحقيق الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني في ليبيا، والحيلولة دون سقوطها في براثن الإرهاب، مستعرضاً الجهود المصرية المبذولة في هذا الشأن».
وأضاف بدوي إن الرئيس المصري «حذر من مغبة التدخل الخارجي في ليبيا، وأكد أن مصر لن تتهاون في الحفاظ على أمنها القومي».
إلى ذلك، نفى المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد سعد، اتهامات ليبية بأن السودان زودت عناصر إرهابية مناوئة بالأسلحة.
وكانت الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني الموالية للبرلمان في طبرق، قد اتهمت الخرطوم بتسليح «الإرهابيين» في ليبيا، معتبرة الملحق العسكري السوداني شخصاً غير مرغوب فيه.
وفي السياق، أعلن العقيد سليمان حامد، آمر (قائد) القوات الليبية السودانية المشتركة، في تصريح لوكالة «الأناضول»، أمس، أن الطائرة العسكرية السودانية، التي حطت في مطار مدينة الكفرة (جنوب شرق ليبيا) وسببت جدلاً حول وجهتها، كانت تحمل إمدادات للقوة التي يترأسها.