وكان مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية، عبد الله آل هتيله، قد تحدّث، في تغريدة على «إكس» قبل أيام، عن وجود خطة أميركية لاحتلال محافظة الحديدة، وتوتير جبهات الساحل الغربي التي يقودها طارق صالح، الموالي للإمارات والمقرب من الأميركيين. وتزامن ذلك مع ترويج قناتَي «الحدث» و«العربية» لخطة إنزال أميركية في جزيرة كمران الواقعة قبالة مدينة الحديدة. وفي المقابل، أكد عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، محمد البخيتي، في تصريحات صحافية، أن الأميركي، في حال نفّذ عملية إنزال، «سيكون قد حكم على جنوده بالموت»، مضيفاً أن «قوات صنعاء تنتظر منذ سنوات لخوض مواجهة مباشرة مع الأميركيين، وسيكون أفضل لو جاؤوا إلى الأراضي اليمنية». أيضاً، برزت تحذيرات في أوساط القوى الموالية لـ«التحالف» من مغبة الانخراط في حرب ضد «أنصار الله» خدمةً للولايات المتحدة، الراعي الأساسي لحرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، ومن أن هذا سيكون له انعكاسات كبيرة على شعبية تلك القوى، وسيدفع فئات إضافية من الناس إلى القتال إلى جانب قوات صنعاء.
أعادت واشنطن فرض الحظر الجوي على اليمن وأجبرت رحلة لـ«اليمنية» على تغيير مسارها
وفي هذا الإطار، دعا عدد من العسكريين في محافظات مأرب والساحل الغربي وعدن إلى رفض المشاركة في أي هجوم على «أنصار الله»، معتبرين أن تحريك الجبهات في الظرف الحالي يأتي في إطار خدمة إسرائيل والقتال نيابة عن أميركا، بعد فشل الأخيرة في حماية الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي. وطالبوا زملاءهم كلهم في تلك القوات برفض القتال بالوكالة مقابل الفتات من المال. ومع ذلك، استمرّت تحركات الحكومة الموالية لـ«التحالف»، بالتنسيق مع المبعوث الأميركي لدى اليمن، تيم ليندركينغ، والسفير ستيفن فاجن، لتحريك الجبهات البرية في الداخل اليمني. ووفقاً لحديث أكثر من مصدر عسكري مطلع إلى «الأخبار»، فإن غرف العمليات المشتركة المرتبطة بالقيادة المركزية الأميركية، وضباط الارتباط المعتمدين، هم من يديرون عمليات التصعيد في الجوف وشبوة وجنوب مأرب. وفي مقابل ذلك، تمّ، في اليومين الماضيين، تخريج العشرات من الكتائب العسكرية الشعبية، من مديريات نهم شمال العاصمة، وخولان الطيال جنوبها، وبني مطر غربها، في إطار «قوات التعبئة والإسناد» للشعب الفلسطيني، والتي سبق أن خرّجت نحو 80 ألف عنصر في محافظات ذمار وعمران وصنعاء وحجة.
على خطّ موازٍ، أعادت الولايات المتحدة، أول من أمس، فرض الحظر الجوي على اليمن. وأظهرت مواقع ملاحية إجبار رحلة لطيران «اليمنية» - الناقل الرسمي والوحيد في اليمن -، كانت متجهة من عدن إلى القاهرة، على سلوك مسار فوق البحر الأحمر، بدلاً من الخط الذي اعتُمد أخيراً من قِبل الشركة ويمرّ فوق الأراضي اليمنية. وأشارت مصادر ملاحية في عدن إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تغيّر فيها الشركة مسار رحلاتها، منذ الهدنة التي تضمّنت تسيير رحلات لـ«اليمنية» عبر مطار صنعاء الدولي. وينبئ ذلك بإمكانية توجّه الولايات المتحدة إلى إعادة فرض الحصار على ميناء الحديدة، وهو ما قد يدفع صنعاء إلى إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لوقف أي محاولات لتشديد الحصار على الميناء الذي يستقبل واردات ذات طابع إنساني.