القاهرة | على الرغم من التزام قطر بالبيان الختامي لقمة مجلس التعاون الخليجي، الذي دعا في أحد بنوده إلى دعم مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أن المصالحة المصرية القطرية لن تتم قريباً، بحسب الرسالة التي أوصلها وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل لنظيره المصري، سامح شكري في مكالمة هاتفيه بينهما مساء أول من أمس بعد ختام فعاليات القمة الخليجية في العاصمة القطرية الدوحة.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي مطلع في وزارة الخارجية المصرية، تحدث لـ«الأخبار» فإن موقف مصر من المصالحة مع قطر مرّ بتحولات عدة بعد قبول الرئيس عبد الفتاح السيسي مبادرة ملك السعودية لاحتواء الخلاف العربي، بسبب البطء القطري في التعامل مع الملف وإظهار عدم الجدية في التعامل مع الموقف واتخاذ إجراءات سريعة من أجل رأب الصدع العربي. وأضاف المصدر إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدما أبدى استعداده لزيارة الدوحة من أجل المشاركة في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، تراجع بسبب هجوم «الجزيرة مباشر مصر» على القضاة وعدم استبعاد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من الدوحة حتى الآن، وهو ما أوقف المصالحة من الجانب المصري، مشيراً إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية، محمد فريد التهامي، أبلغ ولي العهد السعودي، سلمان بن عبد العزيز، خلال لقائهما أخيراً في الرياض استياء مصر من التحركات القطرية تجاه قبول المبادرة السعودية وعدم الاستجابة من الطرف القطري، وخاصة أن المصالحة ليست المحاولة الأولى من السعودية لرأب الصدع بين القاهرة والدوحة.
وأشار المصدر إلى أن القاهرة توقعت أن تطلب الدوحة التراجع عن استرداد الوديعة القطرية في البنك المركزي المصري والمقدرة بـ 2 مليار دولار والتي سببت ضغطاً على الاحتياطي النقدي المصري، بالإضافة إلى استمرار مهاجمة النظام المصري عبر قناة «الجزيرة»، موضحاً أن عدم تقدير الدوحة للموقف المصري كان لا بد من أن يقابل باللغة نفسها من القاهرة.
وأوضح أن وزير الخارجية السعودي أبلغ نظيره المصري أن الدوحة ترى ضرورة أن يتم التحول تدريجاً في العلاقات بين البلدين، وليس مرة واحدة وخاصة في ما يتعلق بمصير قادة «الإخوان» الموجودين على أراضيها والتي ترى قطر التزاماً أخلاقياً نحوهم بضرورة توفير مكان بديل لهم بعد خروجهم من أراضيها. وأضاف المصدر إن شكري أبلغ نظيره السعودي أن القاهرة ثثق بالتعهدات التي تقدمها السعودية وتركت لها مراقبة التحرك القطري تجاه المصالحة، موضحاً أن هناك فترة انتظار ستكون أسابيع عدة لمشاهدة التطورات على أرض الواقع.