إسطنبول | في كل مرّة يشنّ فيها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هجماته المعروفة على الرئيس السوري بشار الأسد، لا ينسى أن يهاجم الإعلام والساسة، وكل ما يقف إلى جانب النظام في دمشق، أو من ينتقد سياسات أنقرة في موضوع سوريا، وفي مقدمتهم زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، كمال كليجدار أوغلو. ذات مرة، اتهمه أردوغان بأنّه يتضامن مع الأسد لأنّه علوي، كما هي حال الأسد. وجاءت زيارة الوفد البرلماني التركي الأخيرة لدمشق لتزيد من غضب أردوغان، الذي شنّ هجوماً عنيفاً على حزب «الشعب الجمهوري»، وتساءل: لماذا أرسل كليجدار أوغلو هؤلاء البرلمانيين ليلتقوا الديكتاتور ونظامه، الذي يعتدي على تركيا ويشكوها لدى الأمم المتحدة. ولم يتأخر كليجدار أوغلو في الردّ على أردوغان «وحمّله مسؤولية السياسات الخطيرة والخاطئة في سوريا». وقال: «إنهم على اتصال مع الرئيس الأسد والمعارضة السورية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في سوريا وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي والصحيح في العلاقات التركية ــ السورية، كما كانت عليه قبل عامين، حيث كان الأقرباء يلتقون عبر الحدود المشتركة المفتوحة».
وأشار إلى تصريحات أردوغان قبل أيام، حين شكا من عدم اهتمام العالم، وخاصة العواصم الغربية بالوضع السوري، وقال إن «تركيا وقطر والسعودية فقط بقيت على الساحة، وهي التي تعرقل الحل السياسي للمشكلة السورية». وذكّر بأقوال أردوغان السابقة «حيث كان يفتخر بأن الجميع في الشرق الأوسط يأخذ برأيه ويحترمه»، وقال إن «أحداً في المنطقة باستثناء قطر والسعودية لم يعد يثق بأردوغان ويحترم تركيا بسبب سياسات الحكومة في سوريا». وأضاف أن «الوفد البرلماني زار دمشق لبحث موضوع الصحفيين الأجانب المفقودين أو المحتجزين هناك».
وأولت جميع وسائل الإعلام التركية زيارة الوفد البرلماني التركي اهتماماً كبيراً، ونقلت محطات التلفزيون والصحف ومواقع الإنترنت مقتطفات واسعة من أقوال الأسد التي اتهم فيها «حكومة أردوغان بدعم «النصرة» والجماعات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على 75 في المئة من الشريط الحدودي السوري مع تركيا، وذلك بفضل الدعم العسكري الذي تقدمه حكومة أردوغان لها».
وتجدر الإشارة إلى أن أردوغان كان قد منع في حزيران الماضي مجموعة من كبار الإعلاميين الأتراك من السفر إلى سوريا للقاء الرئيس السوري. وتحدت قراره آنذاك صحيفة «جمهوريات» فقط، التي أرسلت مدير أخبارها إلى دمشق، على الرغم من ضغوط الحكومة عليها. وكان أردوغان قد انتقد في تشرين الثاني الماضي وفداً برلمانياً من حزب «الشعب الجمهوري» زار دمشق ونجح في إخلاء سبيل صحافي تركي كان محتجزاً هناك. وهاجم كذلك زعيم حزب «السعادة» الإسلامي الذي زار دمشق في كانون الثاني العام الماضي، وقال إنه قد تحول إلى بوق للدعاية السورية في تركيا.
3 تعليق
التعليقات
-
مدام وصلت لهون معناتا "خلصت."مدام وصلت لهون معناتا "خلصت."
-
هل نتوقع من ديمقراطية أردوغانهل نتوقع من ديمقراطية أردوغان وحلفاؤه الخليجيون ما هو أبعد من ذلك؟ كل من لا يرضخ لإرادتهم يصبون عليه كل ما في قواميسهم من الاتهامات الطائفية والعقائدية والمذهبية. والمؤلم في الأمر أن هؤلاء هم من يسترشد بهم الكثيرون في تعلم الديمقراطية. ولهذا السبب نجد البندقية في رأس كل من يخالف غيره في الرأي، ليس في تركيا فقط بل في الداخل السوري وفي السعودية والبحرين وفي مصر وفي تونس. أما في قطر . . . . .
-
و هنا تجدر الإشارة أن الإعلام في سورية...بصراحة من لا يَعرف الواقع على الأرض و يَقرأ هذا المقال يَتَخَيَّلْ له أن كُلْ الأُمور المُذَمَّة بأردوغان هي مُتوافِرة و بِكَثْرَة عند نظام الأمر الواقع. فسورية تَتَمَتَّعْ بأعداد غامِرَة من الأجهِزة الإعلامية الحُرَّة و عَدَدْ الإعلاميين السوريون المُتواجِدون في الداخل و الذين يَتَمَتَّعونَ بحُرِيَّة السَفَرْ و مُقابَلة خُصوم الأسد و أعدائِه هُمْ أكثر من أن يُعدُّوا و يُحصُوا! ملاحظة: حتى الإعلاميين الأجانب المُحايدين لا يحصلوا على تأشيرات دُخول إذا لم يَتعهدوا بكِتابات مُشابِهَة و مُوازِية للإخبارية السورية. رواية الصحفي الألماني الذي تَدَخَّلَتْ روسيا لإطلاق سَراحِه الأسبوع الماضي هو أحدَث مِثال في هذا النِطاق فهو يعمل لجهاز إعلامي ألماني مُسْتَقِلْ و غير حُكومي. أما آن الأوان لكي يفهم نظام الأمر الواقع أننا دَخلنا القرن ال ٢١ و و أن زَمَنْ التًعتيم الإعلامي و زَمَنْ إعلام وجهة النَظَر الأُحادية قد وَلَّى إلى غير عَوْدَة؟ و لكن للأسف يبدوا أنَّهُ مُصِرْ على إبقائِنا في حَقَبِةْ الزَمَنْ الستالينية!