أثارت دعوات عدد من مشايخ السلفية في لبنان، وفي مقدمهم عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي وإمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، إلى الجهاد في سوريا ونصرة أهل السنة هناك، ردود فعل شاجبة. فيما تجدّد، أمس، استهداف مدينة الهرمل بالصواريخ بعدما شهد أول من أمس هدوءاً ترافق مع تقدم الجيش السوري في منطقة غربي حوض العاصي وسيطرته على عدد من القرى التي كانت في أيدي المعارضين.وسقط صباحاً (رامح حمية) صاروخان من نوع «غراد»، مصدرهما تل دوسر شرقي منطقة القصير، سقط أحدهما عند مدخل المدينة الجنوبي على مبنى قيد الإنشاء، وأدى انفجاره الى أضرار كبيرة في البناء والأبنية المجاورة له. وسقط الصاروخ الثاني في قطعة أرض زراعية تبعد عن مستشفى العاصي نحو 300 متر. كما تردّد أن صاروخين آخرين سقطا من دون أن ينفجرا.
وكان عدد من أهالي قرى قضاء الهرمل قد تلقوا رسائل نصية قبل يومين تتضمن بياناً بتوقيع «جبهة النصرة» حذّر من الاقتراب من الأماكن المنوي قصفها بالصواريخ «لكونها مراكز لحزب الله»، وذكر البيان من بين هذه الأماكن مستشفيات العاصي والبتول والحكومي وساحة الدورة والسرايا الحكومية ومسجد الإمام علي ومدارس المبرّات.
من جهة أخرى، استنكرت فاعليات الهرمل الحديث عن التعرض لعمال سوريين أو عائلات نازحة سورية، واعتبرت أن ذلك يندرج في خانة «محاولة البعض استغلال مغادرة عدد من العائلات النازحة قرى في الهرمل، خوفاً من القصف الذي يستهدف المنطقة من الداخل السوري».
في موازاة ذلك، أعلن الشيخ سالم الرافعي في حديث إلى LBCI أن وزير الداخلية والبلديات مروان شربل «اتصل بي، وقد أبلغته استعدادنا لسحب الدعوة الى الجهاد في سوريا عند توقف حزب الله عن إرسال المقاتلين إليها».
من جهته، أعلن الرئيس سعد الحريري رفضه رفضاً قاطعاً أي دعوات توجه من لبنان للجهاد في سوريا، محذراً من أنّ «مثل هذه الدعوات إنما تحقق هدف (الرئيس السوري) بشار الأسد المعلن لزج لبنان وغيره من دول المنطقة في أتون النار السورية». ورأى أنّ «ما يقوم به حزب الله في سوريا هو جريمة موصوفة بحق لبنان واللبنانيين، بمثل ما هي جريمة بحق سوريا وشعبها». وأعلن «رفضه القاطع لأي خطوة مضادة من نوع الدعوات إلى الجهاد المضاد أو الاستنفار الطائفي والمذهبي، سواء أتت من صيدا أو طرابلس أو أي مكان من لبنان».
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إنه «في خضم كل ما يجري، يخرج البعض للقول إن الجيش اللبناني مقصّر وهو لا يردّ على القذائف التي تسقط على الهرمل، فحزب الله يقاتل في سوريا ويجري رد فعل عليه وهو يريد زج الجيش في المعركة التي لم يكن للجيش قرار فيها ولا للحكومة ولا للشعب».
ورفض جعجع منطق حزب الله في مقاربة تدخّله في سوريا بالحديث عن دفاعه عن اللبنانيين الذين يسكنون في سوريا، معتبراً أن «ما يتكلم عنه هي قرى صغيرة غالبيتها مزارع عدد سكانها 400 نسمة لم يسمع بها أحد»، وأضاف: «نحن لا نتحدث عن منهاتن أو واشنطن»!
وانتقد النائب غازي زعيتر ما صدر من فتاوى للجهاد، داعياً الى «النظر بواقعية الى جغرافية المنطقة داخل القرى السورية التي يوجد فيها لبنانيون يتجاوز عددهم 40 ألف نسمة»، وقال: «هؤلاء السكان قد يكون من بينهم موالون لحزب الله أو لحركة أمل أو الحزب القومي السوري الاجتماعي أو البعث، ومواطنون لا ينتمون الى أي حزب، ولكن كل هؤلاء مواطنون يتعرضون للقتل والتهجير وترك أرضهم». وشدّد زعيتر على أن «أبناء هذه القرى يواجهون المسلحين الذين ينتمون الى أكثر من جبهة النصرة والقاعدة وأفغانستان، وبالتالي أبناء هذه القرى يدافعون عن أنفسهم ومنازلهم ولا دخل لحزب الله بهم»، مشيراً في المقابل إلى وجود قرى أخرى تعيش سكوناً تاماً.
ورفضت الجماعة الإسلامية في بيان «انخراط أي فصيل لبناني في القتال في سوريا من أي جهة وتحت أي عنوان»، ودعت الساحة الإسلامية المؤيدة للثورة السورية، وخصوصاً العلماء والقادة، إلى «ضرورة توخي الحكمة في كل خطوة وفي كل تصريح، وعدم الانسياق وراء المشاعر العاطفية الصادقة».
(الأخبار)



الجهاد حكر على انصار الأسير


يوم أول من امس، وبعدما أفتى عدد من مشايخ طرابلس والشيخ أحمد الأسير في صيدا بالجهاد في سوريا، ترددت تساؤلات عمن سيلبي هذا النداء. في صيدا، لم يستجب أحد لدعوة إمام مسجد بلال بن رباح، إلا أنصاره الخلص. نحو مئتي رجل منهم ملأوا في مسجد بلال في عبرا، استمارة بيانات شخصية حول وضعهم العائلي والزوجي والمهني وخبرتهم العسكرية، بانتظار أمر العمليات. ودخل الفنان «التائب» فضل شاكر على خط الدعوة إلى الجهاد في سوريا، في شريط مسجّل ظهر فيه وخلفه بندقية كلاشنيكوف كتلك التي كان يضعها خلفه قائد تنظيم القاعدة الراحل الشيخ أسامة بن لادن.
اما في طرابلس، فلم يظهر بعد اي إطار لتنظيم من سيلبون دعوة رجال الدين، علماً بأن مصادر في المدينة قالت إن الدعوة الطرابلسية تهدف حصراً إلى تخفيف الاحتقان وسحب أي فتيل للتفجير من شوارع عاصمة الشمال. «فمن يساندون المعارضة السورية مستمرون في عملهم كالمعتاد، ومن يريد القتال سبق أن انتقل إلى سوريا».