في وقت عاد الحديث فيه بكثافة عن عملية التسوية في ضوء زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة، رأت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أن كلا الطرفين، اسرائيل والسلطة الفلسطينية، يجرّ أحدهما الآخر الى المفاوضات، كي يثبت كل منهما للعالم، أن الآخر لا يريد المفاوضات.
وأشارت الى ان «رئيس السلطة، محمود عباس، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يُدفعان دفعاً الى مفاوضات لا يريدانها. ففيما يريد أبو مازن عرضاً مُسبقاً من اسرائيل يُمكّنه من توقيع الاتفاق المستقبلي، يبقى أمله بأن تصل الأمور الى عزل اسرائيل دولياً، عبر رفضها ووقف المفاوضات. أما نتنياهو فيحاول من جهته، أن يبدأ المفاوضات فقط كي يثبت أن الفلسطينيين ليسوا شركاء في العملية السياسية، مع الأمل أيضاً، بأن يُعزل أبو مازن، دولياً».
صحيفة معاريف تحدثت عن اتجاهات تقدير مختلفة، يرى بعضها ان الخطوات الأحادية الجانب قد تكون هي السبيل الفعلي الذي سيلجأ اليه نتنياهو، بدلاً من البدء بالمفاوضات المعلومة النتائج سلفاً. وأشارت الى وجود تقديرين مختلفين لدى القيادة الاسرائيلية.
يرى التقدير الأول أن المسألة برمّتها هي جمود سياسي طويل الأمد، وابتعاد كبير عن منطق ومسار التفاوض، وهو واقع لا يستطيع حتى نتنياهو نفسه ان يكسره او يبدل منه، حتى لو كانت النية موجودة لديه.
والتقدير الثاني يتبناه سياسيون اسرائيليون من قوس الأحزاب والتوجهات اليمينية، يرى أن نتنياهو يدرك جيداً الوضع القائم ومخاطره. ويدرك أن اسرائيل تتجه نحو كارثة مرعبة، ما لم تقدم على تنفيذ خطوات أحادية الجانب في الموضوع الفلسطيني، من شأنها ان تقلب الطاولة على ما فيها.
وبحسب هذا التقدير، فإن «رئيس الحكومة نتنياهو، سيعيد العمل بخطة الانطواء التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، ايهود اولمرت، والتي تقضي بالانفصال من طرف واحد عن الفلسطينيين في الضفة الغربية».
في الإطار نفسه، رأى شمعون شيفر في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن نتنياهو مُكبّل اليوم بائتلاف لا يسمح له بالتحرك مليمتراً واحداً، لافتاً الى انه خلال محادثات أجراها مع رئيس حزب البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت، واعضاء كنيست من حزب الليكود، يتبين ان هناك معارضة لأي مخطط يستند الى حدود عام 67.
إلى ذلك، اتهمت صحيفة إسرائيل اليوم، المقربة من بنيامين نتنياهو، الفلسطينيين بأنهم الطرف المعرقل للبدء بالمفاوضات.