القاهرة ــ الأخبار لم يعد للإخوان المسلمين في مصر خيار سوى اللعب بجميع أوراقهم، بعدما أعلنها الجيش حرباً «شرعية» عليهم، فبدأوا الاحتشاد باكراً، أمس، في ميادينهم من أجل مليونية «الفرقان» التي دعوا اليها اليوم، فيما صعّد قادتهم من خطابهم واعتبر مرشدهم الأعلى ما يفعله وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بمثابة إثم اقسى من هدم الكعبة، قبل أن يأتيهم السند من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة يوسف القرضاوي، ليعلن تحريم الاستجابة للسيسي.
واحتشد مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي، في الصباح الباكر في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، معلنين عن بدء فعاليات مليونية «الفرقان».
وجاء تبكير الفعاليات المليونية عقب قيام إحدى الطائرات الحربية بالتحليق في سماء ميدان رابعة العدوية لأكثر من نصف ساعة كاملة. ونظمت مسيرة طافت عددا من شوارع مدينة نصر، فيما شكل آخرون قطارا بشريا، أشبه باستعراض قوة، وطافوا حول محيط الاعتصام .
وأعلن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد البلتاجي، عن بدء فعاليات مليونية «الفرقان» أمس بدلاً من اليوم كي لا تختلط الأوراق. وطالب في كلمة ألقاها على المنصة الرئيسية باعتصام رابعة العدوية، المنظمات الحقوقية الدولية والإعلام الغربي، بمراقبة فعاليات مليونية «الفرقان» لرصد من يقوم بأحداث عنف وتفجيرات.
كذلك دعا الداعية الإسلامي، الشيخ صفوت حجازي، المعتصمين الموجودين في ميدان رابعة العدوية إلى وضع صورة الرئيس المعزول مرسي على علم مصر.
غير أن التصعيد الحاد جاء على لسان المرشد العام لجماعة الاخوان محمد بديع، بوصفه «ما فعله (السيسي) في مصر يفوق جرماً ما لو كان قد حمل معولاً وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا».
وانتقد بديع السلطات السعودية متسائلا «فهل لو فعل السيسي هذا يا حماة الحرمين الشريفين هل كنتم ستؤيدونه في ما فعل، أعدوا جواباً عن هذا السؤال عندما تعرضون على من لا تخفى عليه منكم خافية».
وقال المرشد في رسالة أسبوعية يوجهها الى مناصريه كل يوم خميس، ان «الجماهير المصرية الأبية انتزعت حريتها من النظام البائد وستحافظ على حريتها بنفس السلمية». واضاف «لا تستكثروا أن تنزلوا لتعلنوا وقفتكم مع الحرية والشرعية ورفض الانقلاب العسكري».
وجاء بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليساند الإخوان، حيث أكد على «حرمة الاستجابة لاي نداء يؤدي الى حرب اهلية، او لتغطية العنف ضد طرف ما، او لاثارة الفتنة». وطالب «جميع المصريين (شعبا واحزابا وجيشا وشرطة) بالحفاظ على امن بلدهم العزيز على الجميع، ومنع كل ما يؤدي الى حرب اهلية يكون الجميع فيها خاسرا».
وفيما كان قد اعلن رفضه لدعوة السيسي للتظاهر اليوم، عاد حزب «النور» السلفي، ليؤدي دوراً وسطياً، مؤكداً أنه لا بديل عن الحوار والمصالحة. وقال مساعد رئيس حزب النور والمتحدث الإعلامي للحزب، نادر بكار، إن «الدم المصري كله حرام، والدولة عليها التعامل بحنكة مع اعتصام رابعة العدوية، ولا بد من البدء بمسار العدالة الانتقالية قبل المصالحة وتعامل الداخلية بحزم مع أي استخدام للسلاح وإعلان التحقيقات على الرأي العام والإسراع في وتيرة التحقيقات». ولفت إلى قيام الحزب بمحاولات للوساطة بين جماعة الإخوان ومؤسسة الجيش، مضيفا: «حزب النور يتعرض يوميا من على منصة رابعة العدوية لاتهامات بالتخوين والتكفير».
في المقابل، دعت حركة «إخوان بلا عنف» كافة أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الى ضرورة إخلاء كافة الميادين بحد أقصى اليوم، وألا يتكرر الدخول في صراع دموي يترتب عليه إحداث مزيد من العنف مما يؤثر على كيان الجماعة.
وقالت في بيان لها: « لقد ظل شباب الإخوان يناهض سياسات الجماعة من تعسف واستبداد في إدارة أمور الجماعة، ولم تستمع تلك القيادات إلى النداءات المتكررة من شباب الجماعة للتخلي عن العنف وانعدام الرؤية والدخول في مصالحة وطنية مع الكافة انطلاقًا من الحرص على مصلحة الجماعة».
الى ذلك، تقدم مجلس إدارة نادي قضاة مصر ببلاغ إلى مجلس القضاء الأعلى لمطالبته باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة نحو تقديم 75 قاضيا تحت مسمى «تيار استقلال القضاء» للمحاكمة التأديبية والجنائية، لإلقائهم بيانا في جموع المتظاهرين من على منصة «رابعة العدوية» تضمن مناصرة وانحيازا للجماعة بما يفقدهم حياديتهم كقضاة.