حلب | تستمر المعارك والمواجهات العنيفة في ضواحي حلب وريفها، في وقت لم تتجاوز المدينة فيه مفاعيل صدمة مجزرة خان العسل، التي تزامنت مع إغلاق الطريق العسكري بوجه السيارات المدنية «حفاظاً على سلامة المسافرين»، وفق مصدر عسكري. وقال مسلحون، في بيان مصور، «إنّ عملية «بتر الكافرين» تهدف إلى تحرير منطقة ضهرة عبد ربه والصالات، والسيطرة على منطقة الليرمون وحصار فرع المخابرات الجوية، تمهيداً لاقتحامه وتحريره». وشهدت مناطق الصالات، وضهرة عبد ربه، وتلة شويحنة، والليرمون، وكفر حمرة معارك عنيفة إثر هجوم المسلحين الأعنف منذ شهور. وتشارك في العملية وفق البيان «جبهة النصرة»، وجماعات إسلامية أخرى. بالمقابل، قال مصدر مطلع إنّه جرى «صدّ هذه الهجمات، والقضاء على تجمعات «النصرة» في قريتي الليرمون وكفر حمرا».
وقال مصدر في مديرية صحة حلب، إنّ «شخصين قتلا وأصيب سبعة من أفراد عائلتيهما بجراح إثر سقوط قذائف صاروخية على شقتيهما في حيّي حلب الجديدة وجمعية الزهراء أثناء استهداف فرع المخابرات الجوية».
وفي شمال حلب، قال مصدر معارض إنّ «سلاح الجو السوري دمر شاحنة ذخيرة قرب جامع حريتان، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص»، بدوره قال مصدر عسكري إنّ نيران الجيش استهدف مقراً للمسلحين قرب مطحنة الفيصل في قرية منغ وتجمعات لآلياتهم في محيط سجن حلب المركزي شمال غرب معمل الزجاج، وإلى جانب مقبرة قرية حيلان. وفي المحور الجنوبي، الذي يمرّ فيه ما بات يسمى «الخط العسكري»، تمكنت وحدات من الجيش السوري من «تطهير» ستّ من القرى الواقعة على الطريق التي استخدمت منطلقاً للهجمات التي استهدفت حافلات نقل الركاب وشاحنات الإمدادات الغذائية الواردة إلى المدينة.
مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنّ «الجيش تمكّن من تطهير ستّ قرى على طريق حلب ـ السلمية، هي تلة خناصر، وعبدو موسى، وحجارة كبيرة، وجب عوض، والقرباطية، والرشادية والقضاء على من فيها من إرهابيين ومصادرة كميات كبيرة من الذخيرة والسلاح الخفيف والمتوسط». وفي خان العسل، تجدّدت الاشتباكات حيث استهدف الجيش مزرعة كان يتخذها المسلحون مقراً لهم في الحيّ الشمالي منها، في وقت قضت فيه وحدة أخرى على مجموعة كانت متحصنة في مزرعة عجان الحديد على طريق حلب _ إدلب جنوب خان العسل.
في موازاة ذلك، استعاد الجيش السوري، أمس، السيطرة على حيّ الخالدية في حمص على نحو كامل، مشدداً حصاره على باقي معاقل المسلحين في المدينة.
ولاقت جنوده قوات أخرى من جهة جورة الشياح، ليكتمل الطوق عند طريق حماه ــ حمص الدولي، لتصبح أحياء حمص القديمة معزولة تماماً عن حيّ القرابيص.
وفي ريف دمشق، نفّذ الجيش السوري سلسلة عمليات ضد تجمعات المسلحين، في عدد من القرى والبلدات، وذكرت وكالة «سانا» أنّ الجيش لاحق مجموعات مسلحة على امتداد تلة المسطاح، فيما قضت وحدة منه «على إرهابيين في محيط كتيبة الموسيقى في حيّ جوبر، وفي بلدة عربين، وشرق شركة شموط في حرستا».
وأضافت، نقلاً عن مصدر عسكري، أنّ وحدة من الجيش نفذت عملية نوعية في مزارع العب بمنطقة دوما وفي عدرا البلد، وأردت العديد من المسلحين.
وفي الغوطة الشرقية واصل الجيش عملياته في مزارع بلدتي دير سلمان والمنصورة، وبلدتي الذيابية وحجيرة. كذلك استهدف الجيش مقرّاً للمسلحين في بلدة السبينة، وآخر في منطقة النبك وفي منطقة يبرود.