توقّع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، أن تشهد الفترة المقبلة «حدوث بعض حالات عنف، بهدف عرقلة تنفيذ خريطة الطريق»، مشيراً إلى أن الهدف من عملية التحول الديموقراطي هو تغيير الثقافة السياسية بهدف احترام جميع الآراء. وقال فهمي، خلال محاضرة أمس بعنوان «التطورات في مصر والمنطقة» في معهد دراسات وتحليلات الدفاع في العاصمة الهندية نيودلهي، إن «استكمال المسار الديموقراطي يحتاج إلى المزيد من الوقت»، مشيراً إلى أن «ما يحدث هو عملية تغيير مجتمعي، بهدف البحث عن الهوية المصرية للقرن الحادي والعشرين».
وأكد أن التحدي الحالي أمام الحكومة المصرية هو «المضي قدماً في بناء المؤسسات الدستورية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وإعادة تنشيط الاقتصاد واستعادة الأمن»، مشيراً إلى أن الأولوية الآن ترتيب البيت الداخلي، وذلك بهدف استعادة مصر لدورها الإقليمي، والبدء في ملء الفراغ المتولد عن غيابها خلال الفترة الماضية. وعن العلاقات مع تركيا، قال فهمي إن خفض التمثيل الديبلوماسي بين البلدين، جاء رداً على «إساءات رئيس الوزراء التركي المتكررة للشعب المصري»، لكن ليس هناك مشكلة بين مصر والشعب التركي.
وفي السياق، يستعد الجيش المصري بالتعاون مع وزارة الداخلية لتأمين عملية الاستفتاء على الدستور، وفقاً لخطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتأمين مناخ جيد للاستفتاء، وتنفيذ خطة الانتشار على مقار اللجان في جميع المحافظات في الموعد المقرر لإجراء الاستفتاء، الذي سيعلنه الرئيس المؤقت عدلي منصور خلال الفترة المقبلة.
وأكدت مصادر لصحيفة «المصري اليوم» أن القوات المسلحة «ستتصدى بكل حزم لمن يحاول إفساد عملية الاستفتاء، أو أي عناصر إرهابية وإجرامية تحاول تعويق مسيرة خريطة الطريق»، مشيرةً إلى أن القوات المسلحة ستدفع بالقوات الخاصة للمشاركة في تأمين الاستفتاء على الدستور في المناطق الملتهبة.
وفي ما يتعلق بالتظاهرات التي دعت إليها جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها، متوعدةً بحدوث «أمرٍ جلل»، لم تُسجّل تظاهراتهم أمس أي حدث غير عادي، سوى اشتباكات جرت بينهم وبين معارضيهم، استطاعت الشرطة أن تسيطر عليها باستخدام القنابل المسيلة للدموع. ووقعت الاشتباكات بالقاهرة في حي المهندسين عندما واجهت مسيرة لأنصار الإخوان حشداً مناهضاً للجماعة. وكان أنصار مرسي يرددون هتاف «يسقط يسقط حكم العسكر».
وألقت قوات مكافحة الشغب بالفيوم، الجمعة، القبض على 9 من «مثيري الشغب» الذين بادروا بقذف قوات الأمن بالحجارة أثناء تفريق مظاهرات غير مصرح بها نظمتها جماعة «الإخوان» وأنصار مرسي في مدينة الفيوم، ما سبب إصابة ضابط. من جهة أخرى، شارك مئات المصريين في وقفة أمام سفارة قطر بمصر احتجاجاً على «الدعم القطري للإخوان»، مطالبين بطرد السفير القطري وإغلاق قناة «الجزيرة» التي يتهمونها بدعم «الإخوان»، وسط هتافات منددة بالسياسة القطرية.
(الأخبار، ا ف ب)