سوريا |يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومدير هيئة الاستخبارات ميخائيل فرادكوف محادثات نادرة في دمشق اليوم. وقال لافروف، أمس، إنه سيسلّم الرئيس السوري بشار الأسد، رسالة من الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف، لكنه لم يكشف عن مضمونها، ورأى أن سعي الشرق الأوسط إلى إصلاحات من دون تدخل خارجي أمر يستحق الدعم.
واتهم لافروف المعارضة السورية بتلقي تعليمات خارجية من لاعبين يستهدفون تغيير النظام بعدم القبول بحل وسط معه، مشدداً على مواصلة سعي روسيا إلى إقناع سوريا بتسريع الإصلاحات. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله بعد لقائه نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في موسكو: «أقنعنا دمشق عدة مرات بتسريع الإصلاحات، ونواصل القيام بهذا حتى الوقت الحاضر. لكن ليس بوسعنا الموافقة على وجود من يسعى إلى أهداف أخرى. ويحاولون استغلال هذا الحراك لتغيير النظام». وأضاف: «يجري تلقين المعارضة (السورية) من الخارج بإصرار، بعدم القبول بحل وسط مع النظام. ويجري لهذا الغرض تعزيز المجموعات المسلحة.

وهذا يزيد فقط من عدد الضحايا».
ورأى لافروف أن رفض طلب موسكو من مجلس الأمن عدم طرح القرار الخاص بسوريا قبل زيارته دمشق أظهر «عدم احترام». وعبّر عن الدهشة من رفض المجلس التعديلات الروسية على القرار، «رغم أنها منطقية تماماً». ووصف التعليقات الغربية بشأن محصلة التصويت، بأنها «غير لائقة وهستيرية». وقال: «يحاولون على العموم، بواسطة هذه التصريحات الهستيرية بالمرتبة الأولى، طمس جوهر ما جرى ويجري»، مضيفاً أن «الجوهر يكمن في أنه في سوريا في الوقت الحاضر عدة مصادر عنف، لا واحد». وأضاف أنه لا يجوز التحريض على «الحرب الأهلية».
وتعليقاً على الزيارة، رأى يفغيني ساتانوفسكي، رئيس معهد دراسات الشرق الأوسط، أن «رحيل الأسد، وهو موضوع أساسي بالنسبة إلى الغرب، سيكون على جدول أعمال هذه الزيارة». وقال المؤرخ فلاديمير أخمدوف الخبير في شؤون الشرق الأوسط إن روسيا «تقوم بمهمة استطلاعية» لتقويم الوضع على الأرض. وأضاف أخمدوف: «من الممكن أن تحصل محاولة لإقناع الأسد بقبول مبادرة الجامعة العربية». ورأى بوريس دولغوف، من معهد الشرق لأكاديمية العلوم الروسية في المقابل، أن روسيا ستشدد على «الإصلاحات الديموقراطية في سوريا، وتنظيم انتخابات تشريعية».
ومساءً، أعلنت الخارجية الروسية أن لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وقال البيان إن الطرفين «أجمعا على دعمهما لاستئناف بعثة جامعة الدول العربية لمهامها في سوريا، وكذلك بذل الجهود من أجل انطلاق حوار سوري داخلي».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)