تراجع التظاهرات في جمعة «خذلنا المسلمون والعرب»

تظاهر ناشطون مناهضون للنظام السوري امس الجمعة تحت شعار «خذلنا المسلمون والعرب» غداة القمة العربية في بغداد، في وقت طالب فيه الموفد الدولي كوفي انان الرئيس السوري بشار الاسد بتطبيق خطته لوقف العنف في البلاد
اعلن المتحدث باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان، احمد فوزي، امس، انه يتعين على الرئيس السوري بشار الأسد «تنفيذ الخطة على الفور». واضاف «بوضوح، لم نلاحظ وقف الاعمال الحربية ميدانياً. هذا يثير قلقنا الشديد»، مشدداً على أن خطة انان يجب تطبيقها «الآن».
وقال فوزي «اذا قرأتم الاتفاق... فإنه يطلب من الحكومة تحديداً سحب قواتها ووقف استخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز المأهولة. المعنى الضمني الواضح جدا هنا هو أن على الحكومة أن تتوقف اولاً ثم تناقش وقف الأعمال القتالية مع الطرف الآخر والوسيط». وأضاف «المنطق بسيط جداً. نناشد الطرف الأقوى أن يقدم بادرة حسن نية ويوقف القتل. نحن متأكدون أنه اذا حدث هذا فستحذو المعارضة حذوها».
ولدى سؤال المتحدث باسم أنان عما اذا كانت الصين وروسيا تدعمان الدعوة الى اتخاذ القوات الحكومية الخطوة الأولى، قال فوزي إنهما ساندتا بوضوح مختلف بنود الخطة المكونة من ست نقاط والتي طرحها أنان الذي يمثل الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وسيتحدث انان الاثنين الى مجلس الامن الدولي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف لإطلاعه على الوضع.
وفي إطار جهوده للوساطة، زار أنان القاهرة وأنقرة والدوحة وبكين وموسكو. وقال فوزي إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة يعتزم زيارة طهران والرياض ايضاً. وأضاف أن الهدف هو التأكيد على هذه الحكومات «أهمية وحدة المجتمع الدولي وراء هذه الخطة وتأكيد أن هذه هي الخطة الوحيدة المتاحة». وتابع «نتواصل ايضا مع المعارضة لأن هناك طرفين في هذه الأزمة».
وأعلن فوزي أن أنان أوفد نائبه ناصر القدوة الى اسطنبول لحضور اجتماع للمعارضة منذ بضعة ايام واجتماع لمجموعة «أصدقاء الشعب السوري»، الذي يبدأ يوم الأحد. وأضاف «ناصر معه فريق من مكتب السيد أنان للحديث مع المعارضة وتوصيل رسالة لقادة الجماعات العسكرية على الأرض لمناشدتهم إلقاء أسلحتهم وبدء الحوار».
وفي السياق، دعا المجلس الوطني السوري المعارض امس الى تنفيذ خطة مجلس الجامعة العربية الداعية الى تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه لبدء عملية انتقالية. ورحب المجلس في بيان «بانعقاد القمة العربية في بغداد وما يحمله من دلالات على تضامن عربي نأمل رؤيته يتعزز يوماً بعد يوم مع تثبيت الديموقراطية في مجتمعاتنا العربية الناهضة من ركام الاستبداد»، فيما اعتبرت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية الجمعة أن مقررات القمة «امتداد لسياسة الانظمة» القائمة على «اباحة التدخل الاجنبي» في سوريا ودفعها نحو حرب اهلية.
بدورها، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي قوله في مؤتمر صحافي ان «الصين ترحب بالرد الإيجابي للحكومة السورية على اقتراح أنان. وفي الوقت نفسه، نحث المعارضة على إعطاء رد سريع وعملي على خطة السلام من أجل خلق الظروف لإنهاء العنف وبدء حوار سياسي».
في هذا الوقت، اعلنت الولايات المتحدة، أمس، فرض عقوبات على وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين في الجيش السوري. وتتضمن العقوبات التي اعلنتها وزارة الخزانة تجميد الارصدة التي قد يملكها هؤلاء الرجال الثلاثة، وهم داوود راجحة ومنير اضنوف وزهير شاليش، في الولايات المتحدة، ومنع الرعايا الاميركيين من اجراء اي اتصال معهم.
والوزير راجحة من مواليد العام 1947، وتعتبر الادارة الاميركية انه عين وزيرا للدفاع في آب/اغسطس الماضي بسبب «ولائه» لنظام بشار الاسد. اما الضابط اضنوف فهو نائب رئيس الاركان «منذ تموز/يوليو 2010 على الاقل ورافق الرئيس الاسد مرارا خلال زياراته الى الخارج». واوضحت وزارة الخزانة الاميركية ان الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات على اضنوف في آب/اغسطس الماضي. وتضيف وزارة الخزانة الاميركية ان الضابط الثالث زهير شاليش «سبق أن خدم في الحرس الشخصي» للرئيس السوري.
على الارض، تظاهر ناشطون مناهضون للنظام السوري الجمعة تحت شعار «خذلنا المسلمون والعرب... لكن الله معنا وبعزيمتنا سيأتي النصر»، بحسب نص الدعوة على موقع «فايسبوك» الالكتروني. ووثق المركز السوري المستقل لاحصاء الاحتجاجات ما مجموعه 375 تظاهرة في مختلف انحاء سوريا حتى الساعة الخامسة والنصف من بعد الظهر. وبالمقارنة مع احصاءات التظاهرات السابقة التي تدعو اليها المعارضة اسبوعياً، يظهر أن ثمة تراجعاً واضحاً في عدد التظاهرات يوم امس. وكانت التظاهرات المسائية التي سارت أول من امس الخميس في عدد من المناطق السورية، ولا سيما في دمشق، حملت شعارات منددة بالقمة العربية.
وتواصلت الجمعة العمليات العسكرية وحملات الدهم التي ينفذها الجيش السوري، والاشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في مناطق عدة في البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد إن القوات النظامية السورية تنفذ حملة عسكرية (...) في بلدة جرجناز في ريف معرة النعمان في محافظة ادلب. وتتعرض قرية دير سنبل في ريف ادلب لقصف من القوات النظامية اسفر عن سقوط جرحى مدنيين، وتدور اشتباكات بينها وبين عناصر منشقين. في ريف دمشق، افاد المرصد عن «اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة بعد منتصف ليل الخميس الجمعة استمرت حتى الفجر في مدينتي حرستا وعربين في ريف دمشق، وذلك بعد استهداف مركز امني بقذيفتي ار بي جي». كذلك «استهدف حاجز عسكري في وسط مدينة عربين» بهجوم «ادى الى مقتل جندي من القوات النظامية واعطاب آلية عسكرية ثقيلة»، بحسب البيان.
وفي دمشق، اقتحمت قوات امنية وعسكرية حي برزة ونفذت حملة مداهمات للمباني المحيطة بالساحة التي تنظم فيها عادة تظاهرات مناهضة للنظام.
وفي مدينة حمص، قتل شخص برصاص قناص في حي الخالدية الذي يتعرض لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وتسمع فيه اصوات انفجارات شديدة. وتحدثت لجان التنسيق المحلية في بيانات عن اشتباكات صباحية «عنيفة في حي غرب المشتل في حماه بين الجيش الحر وجيش النظام»، و«اشتباكات عنيفة في منطقة غسان عبود في دير الزور».

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)