في الوقت الذي أربك فيه ترشح رجل استخبارات حسني مبارك، عمر سليمان، للرئاسة حسابات جميع القوى والتيارات السياسية، بما فيها التيارات الإسلامية (الإخوان والسلفيون) صاحبة الشعبية العريضة في الشارع المصري، حاول المرشحون الليبراليون للرئاسة البحث عن فرصة قد تكون الأخيرة بالنسبة إليهم لعدم حسم النزاع الرئاسي بين الإخوان والفلول «رموز النظام السابق».
فرغم فشل كافة المحاولات المدنية خلال الشهرين الماضيين للوصول إلى مرشح واحد يمثل القوى المدنية الثورية في مواجهة الإسلاميين، وعلى رأسهم خيرت الشاطر من ناحية، والفلول وعلى رأسهم عمر سليمان من ناحية أخرى، توصل حزب الوسط ذو الخلفية الإسلامية المعتدلة إلى أن ترشح سليمان لرئاسة مصر هو كارثة تفقد المرشحين المدنيين لرئاسة مصر حق الاختلاف وتلزمهم التوافق على رئيس بعينه يدعمونه في مواجهة رموز النظام السابق. وعلى هذا الأساس، طرح حزب الوسط مبادرة للتنسيق بين المرشحين من أجل التوحد والتوافق على مرشح للقوى الوطنية، لتجنب تفتيت الأصوات، مشدداً على أنّ «من غير المقبول شرعاً أو قانوناً أن تتاح الفرصة أمام أي من المنتمين إلى النظام السابق، ليس في تنظيماته الحزبية ومؤسساته الحكومية، وإنما في أعلى المناصب الوزارية والنيابية والسياسية، ليتنافس على منصب الرئاسة لما له من جلال ورمزية على التحول من مرحلة إلى أخرى بغض النظر عن احتمالات نجاح مثل هؤلاء من عدمه».
المبادرة لقيت استجابة من عدد من مرشحي الرئاسة، بحسب ما أكده نائب رئيس حزب الوسط، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب في مجلس الشعب، عصام سلطان، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك». ووفقاً لسلطان استجاب المرشحون: محمد سليم العوا، هشام البسطويسى، أبو العز الحريري، أيمن نور، عبد المنعم أبو الفتوح، حمدين صباحي، وأكدوا حضورهم للمؤتمر الذي عقد في وقت متأخر من مساء أمس.
مرشحو الرئاسة وجدوا في مبادرة حزب الوسط بريق أمل قد يعيد فرصهم في المنافسة على كرسي الرئاسة، في الوقت الذي أظهرت فيه نتائج استطلاع للرأي العام أجراه الموقع الإلكتروني للجريدة الرسمية الأولى في مصر «الأهرام» حصول سليمان على المركز الأول من حيث المرشحين الليبراليين والاشتراكيين المحتملين لرئاسة الجمهورية، بنسبة 14.89 في المئة تلاه في الترتيب كلٍ من عمرو موسى وحمدين صباحي متشاركين فى المرتبة الثانية، رغم إجراء الاستطلاع بعد ساعات من ترشح سليمان رسمياً للانتخابات. ورأى المستشار هشام البسطويسي، المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، دعوة حزب الوسط لتوحيد مرشحي الرئاسة المنتمين إلى الثورة في مقابل مرشحي القوى المضادة للثورة، والرد على ترشح عمر سليمان، بمثابة الفرصة الأخيرة لعدم ضياع الثورة. وأكد في بيان أصدره أمس ضرورة توافق جميع القوى السياسية والوقوف خلف مرشح واحد يمثل الثورة واستعادة روح الميدان خلال الثمانية عشر يوماً الأولى للثورة. كذلك، طالب البسطويسي مرشحي الرئاسة بتجنيب المصلحة الشخصية لجميع المرشحين وإعلاء مصلحة مصر. من جهته، أبدى رئيس حزب التجمع، رفعت السعيد، تشككاً في نجاح مبادرة الوسط، موضحاً أنه «لا يعرف كيف يتنازل أحد من من هؤلاء المرشحين للآخر، وخصوصاً أن الأسماء المدعوة إلى الاجتماع منها المنتمي إلى التيار الإسلامي وآخر من حزب التجمع». ولفت السعيد إلى أن هذه الفكرة كان من الممكن أن تحقق نتائج جيدة لو جرى التوافق بين مرشحين فى توجه واحد، وبحيث يتوافق مثلاً التيار اليساري في ما بينهم، أما غير ذلك سيكون مستحيلاً.